خليلي ما تحت السماء بنية |
|
تماثل في اتقانها هرمي مصر |
بناء يخاف الدهر منه وكلما |
|
على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر |
تنزه طرفي في بديع بنائها |
|
ولم يتنزه في المراد بها فكري |
ومن عجائب مصر في الإسلام فتحها في زمان عمر مع كثرة القبط والروم وقلة العرب وكذا المسجد الجامع الذي بناه عمرو بن العاص وكذا جبل يشكر الذي عليه جامع ابن طولون يقال انه قطعه من الجبل المقدس ويشكر رجل صالح وإن هذا الجبل يستجاب فيه الدعاء وكان يصلي عليه التابعون وقد أشار ابن الصلاح على ابن طولون أنه يبني جامعه فيه.
ومن عجائبها أيضا في الإسلام فتح برقة إذ وجه عمرو بن العاص عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة وصار ما بين برقة وزويلة للمسلمين والذي سكن طرابلس وهي برقة لواتة وتفرقت في هذا المغرب وانتشروا فيه ونزلت هوارة مدينة لبدة فسار عمرو بن العاص في الخيل حتى قدم برقة فصالح أهلها على ثلاثة ألف ألف دينار (١) يؤدونها إليه جزية على أن يبيعوا من أحبوا من أبنائهم في جزيتهم ولم يكن يدخل برقة يومئذ جابي خراج وإنما كانوا يبعثون بالجزية إذا جاء وقتها انتهى من حسن المحاضرة بالمعنى ومن عجائب ما وقع في فتح مصر في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما ذكره صاحب عقود الجمان في مختصر أخبار الزمان للعلامة الشيخ محمد الشاطبي ما نصه.
ولما فتحت مصر في خلافة عمر رضي الله عنه استولى عليها عمرو بن العاص فلما دخل شهر يونيه وهو عندهم خير زمان أتى أهلها عمرو بن العاص وقالوا له أن النيل عندنا له سنة لا يفيض إلا بها قال له وما ذلك قالوا إذا انتصف هذا الشهر عمدنا إلى
__________________
(١) في نسخة ثلاثة آلاف دينار.