يومين ، فلا آثم عليه ، ومن تأخر فلا آثم عليه ، لمن اتقى وتعجلت الأركاب وطويت الأخبية ، ونقضت القبب والأبنية ، ولم يبق إلا جماعتنا وبعض أهل البصرة والإحسا نزلوا تحت الجبل ، على بعد منا ولواء السلطان المكي تعجل ، وكان من عادته إلا يتعجل ، وبتنا وحدنا ولم نر والحمد لله بأسا وبتنا آمنين أين ما كنا والله يختم بخير واغتنمنا الصلاة بمسجد الخيف في هذا اليوم منفردين بعمارته دون غيرنا من أهل الأفاق.
نكتة وهذا المسجد أعني مسجد الخيف يسمى مسجد علي قيل أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من بناه وهو موضع منزل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في حجة الوداع.
قال الإمام أبو سالم وطول هذا المسجد من المحراب إلى الباب الذي يقابله أربعمائة قدم وعرضه ثلاثمائة وأربعون وبوسط المسجد قبة مثمنة كل ثمن منها أربع وعشرون قدما ورأيت في بعض التواريخ أن في محل هذه القبة كان فسطاط النبي صلى الله عليه وسلم وصحن هذا المسجد كبير إذ المسقف من مقدمه نحو أربعة من الصفوف ومن سائر الجوانب غير مسقف قال وقد رأيت قبل هذا في إحدى سواري هذا المسجد مكتوبا ما أظن أن صورته هذا :
أيها الغائبون بالله جودوا (١) |
|
لغريب بدعوة إن قدمتم |
كان من قبل هاهنا مثل ما قد |
|
كتم حاضرا كما قد حضرتم |
وتحته مكتوب ما نصه (٢) :
قد حضرنا بذا المكان وغبتم |
|
وشهدنا به كما قد شهدتم |
__________________
(١) كذا في الرحلتين العياشية والناصرية وفي نسخة القادمون وفي غيرها القائمون.
(٢) هذه الزيادة مع البيتين الذين بعدها موجودة في نسخة وفي الرحلتين العياشية والناصرية.