الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقرأ حديثي حتى يأتي الشيخ محمد وكان في عصره يسمى مالكا الصغير.
نعم سمعت انه كان يتعلم على جدي أول أمره (١) بأذن الشيخ عبد الباقي والده وانه ذات يوم في مجلسه ألقى الولد (٢) على الجد مسألة من مسائل الأعراب وهي كل إنسان وضيعته وكل صانع وما صنع والجد وإن كان يعرف النحو غير أن أهل وطننا لا يشتغلون بالأعراب أتم اشتغال وإنما دأبهم الفقه وأصول الكلام وأما مسائل الأعراب والمنطق والتصريف والبيان والأصول فعلى طرف اللثام فلما لم يعرفه الجد أعرابا شافيا قام الولد أعني الشيخ محمدا فتفوه للجد وأساء معه الأدب لما علمت أن أولاد الأمصار والمدن ألسنتهم طويلة فلما سمع الشيخ عبد الباقي قام لولده فأدبه وزجره وقال له أكفف أو كلاما هذا معناه فلما رأى ذلك قال له دعه فانه صغير فقال الشيخ عبد الباقي لا أسكت فأنا أمرنا بالأدب مع الأشياخ أو كلاما هذا معناه وهذه الحكاية قد تلقيناها عمن قبلنا وأظن أن الشيخ الفقيه الفاضل سيدي الصادق الشوثري هو الذي كان يحكيها والله أعلم انه سمعها من الجد المذكور أو سمعها ممن سمع منه والله تعالى اعلم ثم أن السيد عبد العزيز هذا قد ترك في محل النزول طاجينا والله اعلم انه استعاره من بعض الناس فرجعت معه إلى المحل الذي نزلنا فيه فبحثنا عنه غاية البحث.
نعم لما رجعنا إلى منزله فبحث عنه فقلت له في أي مكان خبأته فقال قرب التنور غير أني غطيته بالرمل حين فرغنا من طبخ الخبز فبقينا نبحت عنه إلى أن خفنا على أنفسنا من متلصصة العرب فسرنا سيرا شديدا لعلنا نلتحق بآخر الركب وهو لا يقدر
__________________
(١) في نسختين أول مرة.
(٢) في نسخة بإسقاط ألقى وفي أخرى في مجلسه أو در على الجد.