كان راكبا حتى النساء غير أن نساءنا ما نزلن في الطلعة ولا في الرجعة ولا أزيل عنهن الخدر فلله الفضل والمنة وكذا لم يصبهن ظمأ ولا نصب كثير ولا مخمصة وكذا أصحابنا فإنهم مرضى غير أن الله تفضل علينا فلم يبق أحد منهم وقد ركب الجميع مع العيش الرغد والماء الكثير ثم كذلك إلى أن نزلنا السطح عند القيلولة فلما حان وقت الظهر صليناه فاختلفت الحجاج فمنهم من يريد الارتحال ومنهم من يريد المبيت فراودناهم الاتفاق أنا والفاضل سيدي عبد الله بن رحاب فلم يساعدنا للارتحال سلطان فزان فارتحل جميعنا فلم يبق إلا ركبه ثم ارتحل وراءنا آخر الليل ونحن سرنا كذلك إلى الليل فبتنا ثم ظعنا آخر الليل ثم سرنا كذلك إلى أن مررنا ببئر العلائي المسماة الآن ببئر الصعاليك وتوضأنا وصلينا الظهر عندها وماؤها أقبح المياه غير أن فيه برودة وبئره طويلة كبيرة ثم تجاوزناها إلى الليل فبتنا خير مبيت ثم ظعنا ونزلنا النخيل عند الظهر وقربه والله أعلم ووجدنا به الملاقي وبيع فيه الفول برخص وكذا الشعير وسائر الأطعمة ثم بتنا فيه خير مبيت وماؤه كثيرا جدا فوجدنا فسقياته مملوءة فاغترف الجميع من واحدة فلم يؤثروا فيها شيئا.
ثم ظعنا آخر الليل وانفصلنا عن هذا البندر إذ فيه قصر عظيم وعمارة حوانيت ولما ذهبنا سويعة وإذا بولد خالي الفاضل الكامل الشريف نجل ابن عمنا سيدي عبد العزيز ابن سيدي محمد جدي من قبل أمي عم لأبي سيدي الحاج أحمد زروق هذا قد حج في زمان الشيخ عبد الباقي والخرشي وكان فقيها يحفظ العقائد الثلاث متنا وشرحا وكان يتعلم عليه ولد الشيخ عبد الباقي حين كان صغيرا وهو الشيخ محمد الرزقاني شارح الموطأ وشارح المواهب اللدنية وكان من أكبر المحدثين وقد سمعنا عنه حكاية عظيمة وهي انه كان يحضر مع والده مجلس الشيخ الخرشي وكان لا يقرأ الحديث إلا إذا حضر الشيخ محمد فتأخر عن الدرس ذات يوم فمسك الشيخ عن الحديث فقيل له ان لم يأت الشيخ محمد فلا تقرأ فقال نعم ثم قال أني سمعت رسول