رأى الله مرارا في النوم وكذا النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيدي المحفوظ وان سيدي الصالح هذا صهر الشيخ أيضا قد انفعلت سريرته له وظهرت آثار فضله عليه فلله الحمد على كونه من معارفنا وإخواننا في الله.
ثم ظعنا منه على بركة الله وحسن عونه إلى أن نزلنا مغارة سيدنا شعيب عليه السلام قرب العصر وهو قريب لمدين قال شيخنا ما نصه وأتاني رجل وبيده زيف فيه قليل عنب أسود وطرحه بازائي نحو عرجونين والله اعلم وقلت له أنت من مدين قال نعم وذكر أن العنب يطعم بمدين مرتين في العام وأكلت ذلك العنب ووجدته عنبا جديدا كان فيه قليل حموضة وهو طيب حلو وأكلت العنب الجديد في نصف مارس وذكر أبو سالم لما أنهم نزلوا هنا أتاهم الأعراب بأحمال كثيرة من العنب الأسود وهو غاية الحلاوة وبرمان كثير وبيع العنب أولا بدرهمين للرطل ثم صار بعد ذلك رطل ونصف بدرهم (١).
ثم ظعنا منه فنزلنا شرف بني عطية وهو الموضع المسمى أبا العظام كما ذكره شيخنا المذكور وأما الآن فيكنى أم العظام ولا ماء فيه بتنا فيه خير مبيت ثم ارتحلنا منه آخر الليل ثم سرنا كذلك إلى أن نزلنا بحفائر النخل فيه إحساء كثيرة في وسط حدائق النخل تحت ظهر الحمار وعلى ساحل البحر وبتنا فيه في أرغد عيش وأتمه ثم ارتحلنا منه ونزلنا بندر العقبة أظنه عند الزوال أو بعد الظهر وبتنا فيه ليلتين واستقينا من البئر التي في وسط القصر فاشترى كل من أصحابنا كل ما يخصه لأن فيه سوقا عظيمة تائيها الناس من كل فج لا سيما الملاقية من الشام وقد بقي لي جمل بعته بثلاث ريالات أبي طاقة وقد اشتريته في المدينة المشرفة بما يقرب من خمسة عشر أبا طاقة أو بأزيد منه ثم ظعنا منه صبيحة ثم سرنا كذلك على شاطئ البحر إلى أن وصلنا العقبة فنزل كل من
__________________
(١) في الرحلة الناصرية بدرهم ونصف للرطل.