صبيحة ذلك اليوم فذهبت إليه فوجدته قوي النفس كثير النهج فعلمت أنه قريب الموت غير انه يموت عن قرب فرجعنا فظعنا عند الضحى فنزلنا الدركين قرب الاصفرار وقد علمت أنه لا ماء فيه فبعد ذلك لحقهم الفزاني وظعنا منه إلى الأكره فنزلنا عند الظهر وإذا بخبر موت الشريف في الدركين ثم انه لما لحق بالركب الفزاني استطال العرب في آخره فسلموا منه وظننت أنهم قتلوا منه ونهبوه فظعنا منه إلى الوجه ووصلنا إليه والله اعلم بين الظهر والعصر فنزلنا تحت البرج وهو خال من العسكر وإنما يحفظه العرب فقط ثم أن الناس افترقوا على المياه في الوادي الذي أعلى البرج وأظنه المسمى بالزعفران فتبعه الناس إلى أعلى الوادي غير أنهم يخافون منهم خوفا شديدا لكن الناس طلعوا إليه بأسلحتهم وطلعت أنا وولدي محمد إلى أن هيأنا موضعا للسقي فرجعت إلى الخيمة قرب العشاء فلما ملئوا أسقيتهم رجعوا إلينا ليلا وان الفقيه الفاضل سيدي عبد الرحمن بن الزيعم العمري كان يسقي بغلته من البئر التي قرب الطريق فإذا بالحراميين أخذوا بغلته وذهبوا فأراد أن يمسك العرب فيها وأنا أريد أعانته فامتنع الشيخ من أعانته وكذا الكثير من الركب إذ خافوا منهم فذلوا وأن الفسقية التي تحت البرج مملوءة ماء فتركناها لأمير مصر بعدنا.
هذا وأنا ظعنا من الوجه صبيحة عند الأسفار فخاف الناس من العرب وأن العرب في بلاد الحجاز من عسفان إلى الينبع بلاد حرب ومن الينبع إلى الأكره بلاد جهينة ومن الأكره إلى ظبة بالظاء المشالة والباء الموحدة والهاء واد دون المويلح بلاد بلي ومنه إلى مصر بلاد الحويطات ومغارة الأعلوين وبني عقبة ثم ظعنا من الوجه وبلغنا اصطبل عنتر وبنتنا فيه واستقت الناس منه ثم ظعنا منه صبيحة وسرنا كذلك إلى أن نزلنا الأزلم والله اعلم ليلا وماؤه حرف أي مر لا يصلح ولو لسقي الدواب ثم منه بكرة في آخر الليل ثم سرنا كذلك وبين هذه المنزلة والتي نصل إليها قبر سيدي مرزوق الكفافي والناس يزورونه وأنا لا أعرف قبره ثم سرنا كذلك إلى أن نزلنا آبار