سيدي أحمد الطيب وسيدي محمد الشريف وأصحابه ممن يركب على البغال أو الخيل إذا انفصل الركب نذهب جميعنا لتحصل لنا الصلاة في الجماعة وليستعين بعضنا ببعض حتى الغذاء نجتمع عليه من غير اعتبار الجميع فانتظر بعضنا بعضا فلم يوافق ذلك اليوم إلا سيدي أحمد الطيب فتخلفنا عن الركب فإذا برجل من الفضلاء من ركبنا تخلف رحله وهو مريض في كرمود على جمل والله اعلم أن زوجة ابنه راكبة أيضا في باسور فوقع الجمل في الأرض وأزال عنه الحوائج فلا عرفناه انتظرناه إلى أن استوى رحله وقام على جادة الطريق وإذا بالحجاج فأتونا فلم يقع لنا بصر على أحد ومع ذلك ضل علينا الطريق ثم ذهبنا مع سفح الجبل كذلك إلى أن سمعنا نباح الكلاب فقلت لسيدي أحمد يا حسرتنا قد هلكنا فقال كيف الفعل قلت له ها هي عمارة العرب ثم أني نزلت عن بغلتي وانثنيت إلى الجبل وبتعني سيدي أحمد ومن معه وأنا كذلك أتحسس من الركب فلم اسمع صوتا ولا همسا ثم كذلك إلى قرب انقطاع الجبل فتحسست منه أيضا فسمعت صوت سائقة الإبل وراء الجبل ففرحت غاية الفرح وبينما أنا كذلك إذ رأيت الركب يمشي فكان مشي الحجاج عن يمين الجبل ونحن عن يساره وهو على جمعهم إذا يشاء قدير فرجعت إلى سيدي أحمد الطيب فذكرت له الخبر بعد أن آيس من لحوق الركب فإذا ركبت بغلتي ودخلنا وسط الركب وكل هذا من بركة الصالحين لأن المنقطع عن الركب ما وصل قط سالما أبدا إلا من عصمه الله وصانه وذلك من الغرائب ونحن كذلك إلى أن نزلنا الحوراء بين الظهر والعصر فلما استقربنا القرار وإذا بخبر عال ان الفاضل الكامل الحسيب النسيب شيخ الركب الفلالي سيدي محمدا جرحه العرب في النبط في آخر الركب وقالوا ما ضربوا إلا بندقة واحدة فجاءت فيه وهو رجل جميل شجاع حسن الهيئة راكب على فرس حمراء قال أصحابه لا يخاف أصلا فلم نذهب إليه ليلتنا تلك فسقينا واستقينا ظنا من الرحلة ليلا كما هي عادتهم فلما سمعنا بالشيخ المذكور انه في السياق انتظروه لطلوع الشمس ليدفنوه فلم يمت