الطيبة النخبة الشريفة المتطلبة فإنها تقرأ نحو الربع وتحفظ بعض الأذكار كوظيفة الشيخ زروق وكانت تحفظ الصغرى للشيخ السنوسي وكذا بعض الرسالة لابن أبي زيد حاصله في غاية الأدب والفهم والفطانة بنت الشيخ الفقيه النزيه الفاضل الكامل صاحب الفضائل والفواضل الشريف تحقيقا سيدي عبد الله بن رحاب من أولاد الشيخ سيدي رحاب المتوطن في أولاد دراج ومحلهم الولجة فوق قمر تحت جبل بو طالب مشهور عند الناس من غير التباس وقد حج معنا فلما أشرفت على الموت وجدت عذار عند الحجاج إذ لا يستطيعون مفارقتي واسمها عويشة وكذا أختها فاطمة زوج ابني والأخرى زوجتي بنت الشيخ الفاضل المحقق المتكلم العالم الصالح خطيب وقته وفريد عصره لا سيما في أصول الكلام سيدي المسعود بن عبد الرحمن جدها من قبل أبيها وهو منسوب للشيخ أبي محمد صالح الدكالي المعلوم في الكتب الذي أخذ عن الشيخ أبي مدين وعن الشيخ سيدي عبد القادر في القرن السادس ومحله بنو عيدل بلد الشيخ القطب سيدي يحيى صاحب الوظيفة المشهورة في وطنه وقد شرحتها والحمد لله وهو شيخ الشيوخ رزوق وقد قيل انه هو الذي ملكه مشارق الأرض ومغاربها نفعنا الله بهم وأفاض علينا من بركاتهم.
نعم لما ظهر ذلك عند الركب اجتمعوا ونادوا بالويل فقالوا والله أن أقام أقام جميعنا فلما رأيت شدة اتصالهم بنا وكثرة عويلهم علينا وقالوا إن خصه ما يوصله جمعنا له ما يبلغه إلى وطنه بل ما يغنيه علما منهم بأن الذي حملني على الإقامة قلة الزاد لا سيما وان الشيالة أعني أصحاب الإبل هربوا لي فقلت والله لا أقبل درهما من أحد إذ لا أحمل المنة وغاية أمري أقبل السلف لأني ملي في بلدي وعند ذلك ذهب سيدي عبد الله بن رحاب وسيدي أحمد بن حمود وكاتب الحاج ابن فانة شيخ العرب الذي هو محبنا سي عيسى فاشتروا لي ثلاثة جمال لحمل الأهل وعند ذلك ظعن الركب المصري والمغربي فتأخرنا عنهم لشراء حوائج الإبل وعلفهم لأن أبني محمد ذهب لذلك مع