للتسليم والدعاء فما أصل إلى ذلك حتى تكاد أوصالي تنقطع هيبة فإذا وصلت وسلمت وأردت إطالة الوقوف للدعاء كما كنت أفعل نهارا فلا أقدر فاخفف السلام والدعاء فارجع.
قال ولقد سمعت بعض ما ذكر من فرقعة السقف وما أشبه ذلك فملئت منه رعبا إلا أني كنت أشتغل عنه والتلهى عن سماعه بقراءة القرآن سرا فيها لها من ليلة هي عندي نتيجة عمري وفريدة أيامي فلئن كانت ليلة القدر خير من ألف شهر فهذه الليلة عندي كألف ليلة القدر اللهم لا أحصي لك ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك فلك الحمد على جزيل عطائك ، ولك الشكر على سوابغ آلائك ، فإذا كان بعد الثلث الأخير من الليل جاء رئيس المؤذنين ففتحوا له وصعد إلى المآذنة الرئيسية وإذن وشرع في الدعاء والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقوم كل من في المسجد من الأغوات فيتوضئون ثم يصبحون كل ما في المسجد من المصابيح فإذا فرغوا من الأصباح وقرب الصباح فتحوا أبواب الحرم ولا يأتي وقت فتحها حتى يجتمع بأبواب المسجد جماعات كثيرة من المتهجدين ينتظرون الفتح فإذا فتحت الأبواب دخلوا مزدحمين وتسابقوا الصف الأول من الروضة فيما بين القبر والمنبر فمن سبق إلى موضع كان أحق به فإذا أراد القيام لحاجة كزيارة أو تجديد وضوء بسط نمرة له في محله فلا يجلس فيه أحد ولو أبطأ وكثيرا ما يعتدى في ذلك أقوام فيدخلون مع أول داخل من غير طهارة لقصد السبق إلى الموضع وتحجيره فإذا بسط فيه فروته أو منديله ذهب إذ ذاك إلى الطهارة وأسبابها وكثير منهم يبطيء في الطهارة فيحجر على الناس المحل وربما عرض لأحدهم حاجة في منزله أو في السوق فيترك النمرة في محله فلا يقربه أحد وأن أبطأ كثيرا وفي ذلك من الضرر على المصلين ما لا يخفى على أن في دخولهم مزدحمين واستباقهم إلى الروضة حتى ربما سمع لأقدامهم من شدة العدو دوي سوء أدب لا يخفى وربما يحتج لذلك محتج بقوله عليه الصلاة والسلام لو يعلم