بجانبه فيخرجون فرشهم من الحواصل فينامون هنالك ولا ينام أحد منهم في المسجد بل ولا يأتيه إلا من قصد منهم الصلاة.
ومنهم أناس على قدم صدق في العبادة وغالب نوم الصغار منهم في مؤخر المسجد ومن وراء المسجد في الناحية الشامية ميضاة كبيرة فيها بئر كبيرة واخلية وفتح لها باب إلى مؤخر المسجد ولا تفتح إلا ليلا بعد غلق الأبواب وتسرج فيها المصابيح لوضوء الأغوات وإزالة حقنة من احتاج إلى ذلك ليلا فإذا غلقت الأبواب هدأت الأصوات منهم وخشعوا فلا تكاد تسمع من أحد منهم كلمة فمن احتاج منهم إلى كلام أحد منهم كلمه كأخي السرار.
قال أبو سالم ولقد رأيتهم يبالغون في خفض أصواتهم بالليل حتى بالسعال والعطاس وتنزل عليهم السكينة وتلحقهم هيبة المكان وليس منهم مجرد استعمال لما يخالط قلوبهم من هيبة المكان.
قال ولقد أخبروني أنه لا يقدر أحد منهم بالليل أن يصل إلى الروضة وأطراف الحجرة والمواجهة إلا الأفراد منهم وأنهم ليسمعون بالليل قعقعة السقوف وفرقعة الشبابيك حتى يظنوا أن أحد أبواب الحجرة فتح وأن بعض السقوف وقع فلا يجدون شيئا من ذلك وذلك والله اعلم لتنزل ملائكة الرحمة على قبره صلى الله عليه وسلم أو قدوم بعض رجال الغيب للزيارة ويظهر أثر ذلك باللي لهدو الأصوات به وخلو المكان وأن كان تنزل الملائكة على قبره صلى الله عليه وسلم وغشيان الرحمة له لا ينقطع ليلا ولا نهارا.
قال ولقد شاهدت من الهيبة والعظمة في أحدى الليالي التي بتها في المسجد ما أعجز عن وصفه ولقد كنت اجتهد إذا عسعس الليل أن أصل إلى المواجهة واقف