المعتاد في كثير من البلاد أن المرأة هي التي تزف إلى زوجها وأن الدخول في بيت الزوج وعند هؤلاء لما كانت العادة الدخول بالمرأة في بيت أهلها صار الزوج هو الذي يزف فإذا أصبح الزوج ذهب من بيت الزوجة إلى بيته وأخذ في إطعام الناس طعام الوليمة وجاء الناس لتهنئته وفي الليلة المقبلة تأتي الزوجة من دار أهلها إلى دار الزوج ولكل قطر عادة ولكل قوم سادة وعادة السادة سادة العادات.
ومن عادتهم في التعامل أنهم يسمون الأربعين مايديا (١) صرفا فيقولون عشرة أصرف وعشرون صرفا يعنون كل أربعين قيراطا من قراريط الفضة المسكوكة يعد صرفا كقولنا في بلادنا لهذا المقدار مثقالا ويقولون للدينار من الذهب شريفيا وسلطانيا ويقولون للريال المسكوك من الفضة ريالا وقرشا.
قلت وهذا خلاف مصر في القرش فانه أقل من الريال ويقولون للقيراط المسكوك محلقا وفي مصر يقولون له فضة ومؤيديا ويقولون للصاع الذي به التعامل ربعيا ويسمون الصروف المتقدمة إذا ذكرت مجموعة ذهبا فيقولون عشرون ذهبا وثلاثون ذهبا يعنون عشرين صرفا من غير قصد إرادة الذهب إذ التعامل بالذهب إنما هو بالدنانير وأجزائها.
ومن عادتهم في الشراء من الأعراب الذين يجلبون اللبن والجبن والسمن والغنم أن يشتري منهم قوم من الأعراب الساكنين بالمدينة وأطرافها ولهم اسم يختصون به كالبرغازين عندنا فيدخلونه الأسواق ويشتري منهم أهل المدينة وهذا من تلقي السلع المنهي عنه ولكنهم قد ألفوا ذلك واستمرت عليه عادتهم وألف ذلك القادمون أيضا لو أن أحدا من أهل المدينة أراد أن يشتري منهم لم يبيعوه إلا بأضعاف ما يشتريه
__________________
(١) كذا في الرحلتين وفي ثلاث نسخ وفي نسخة ميريا ولعله مؤيديا.