صلى أحدهما فيه صلى الأخر في المحراب الذي على يمين المنبر الشريف وأما المحراب العثماني الذي في الصف الأول فلا يصلى فيه إلا في بعض أيام الموسم إن كثر الناس.
ومن عادتهم في الصلاة على الجنائز إدخال الجنازة إلى الحرم الشريف فيصلى عليها بالمسجد ثم يمر بها أمام الوجه الشريف ويوقف بها وقيفة ثم يذهبون بها إلى محلها من البقيع أو غيره إلا جنائز الروافض كالنخاولة فإنها لا يدخل بها المسجد ولا يؤتى بها إلى المواجهة بل يأتي بها أصحابها إلى خارج المسجد من ناحية الروضة ثم يرجعون ولقد أحسن من سن لهم ذلك من الولاة فحق من يبغض ضجيعي الرسول صلى الله عليه وسلم ورفيقيه في المحيا والممات أن يبعد عن حماه حيا وميتا قيض الله من يخليهم منها إلى تيماء واريحاء آمين.
ومن عادتهم في الأملاكات أن يكون عقد النكاح بالمسجد الحرام فيأتي أكابر المدينة من أرباب المراتب والمناصب والخطيب فيجلسون صفين من المنبر إلى الحجرة الشريفة صف مستقبل القبلة وصف مسند ظهره إلى جدار القبلة وبإزاء الخطيب المتعاقدان فيشرع في الخطبة فيثني على الله بما هو أهله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ثم يذكر المتعاقدين ويشير إليهما ويرضيان بذلك ثم يؤتى بأطباق الرياحين وتوضع بين الصفين وأطباق من اللوز والسكر ويفرق ذلك على الحاضرين ويقوم المنشد ينشد قصيدة أو قصيدتين في مدح النبي صلى الله عليه وسلم فيفترق المجلس ويقوم الحاضرون إلى المتعاقدين ويهنئونهما وهذه صورة أملاك كل ذي وجاهة ورياسة من أمير أو تاجر أو صاحب خطة وأما غيرهم فعلى حسب ما يتفق لهم فإذا كان ليلة الدخول أتي بالرجل ومعه جماعة كبيرة من أصحابه وأقاربه ومعهم الشموع حتى يوقف به على باب المسجد بعد العشاء الأخيرة فيدخل ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو فيخرج ثم يذهب به كذلك يزفونه إلى بيت المرأة في دار أهلها عكس