تجرت لما أن وصلت لرابغ |
|
ولبيت للمولى كما حصل الندا |
وقلت إلهي عندك الفوز بالغنى |
|
وأني فقير قد أتيت مجردا |
ومدة المسير إليها ست عشرة ساعة بالتمام ، وعشرة (١) من الدرج ثابتة الأحكام ، ثم سرنا إلى الجرينات ونزلنا بطارق قديد ، الذي لا يحل في حرمه للمحرم الصيد ، وإرجاؤه واسعة المجال ، كثيرة الوعر والرمال ، إلا أنها تبشر بقرب البلاد ، وهي مواطن الأمجاد ، قال الشاعر :
قد نزلنا بطارق لقديد |
|
ودخلنا حماك نرجو الحماية |
فتفضل على عبيد وفود |
|
منك يرجو دفع العنا والعناية |
ومدة المسير إليها سبع عشرة من الساعات ، محررة بالميقات ، ثم سرنا إلى عقبة السويق ، وهي عقبة عالية الرمال في الطريق ، ثم منها إلى خليص الشهيرة ، وبعها فسقية من الماء كبيرة ، يخرج منها إلى الديسة ، ويحترز فيها من اللصوص أصحاب النفوس الخسيسة ، ثم خرجنا من مدرج عثمان ، إلى قرية عسفان ، وبها البئر التي تفل فهيا سيد البشر ، صلى الله عليه وسلم وهي بئر من يشرب من مائها زال عنه الضرر ، قال الشاعر :
أن عسفان تسامت رفعة |
|
وعلت قدرا على كل القرى |
وبها بئر النبي المصطفى |
|
خير من صلى وصام وقرا |
فإذا جئت لها كن محسنا |
|
فعسى تحسب من أهل القرى |
ومدة المسيرة إليها زاي في العدد ، معلومة في العدد ، ثم سرنا منها إلى جبل العميان ، الذي تجتمع فيه الفقراء بقصد الإحسان ، ونزلنا بالوادي ، وهو نهاية سير
__________________
(١) هكذا في الرحة الناصرية وجميع النسخ وفي الرحلة العياشية عشرون.