ينسب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد تهدم وامتلأ أوساخا وصار إصطبلا للدواب فأنا لله وإنا إليه راجعون لقد ضعف الدين وقلت الرغبة في الخير حتى يكون بهذه المثابة المكان الذي دخله سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وصلى فيه وكان من حقه أن يذهب ويفضض وقد أشرت بذلك لأمير الحج المصري ووعد بإصلاحه والله يوفقنا وإياه.
وسرنا في غيضة كبيرة ذات أشجار ملتفة من أثل وغيره وفي خلالها فدادين يزرع فيها المقاثي والدخن وغير ذلك ونزلنا بين العشاءين في بسيط من أشجار برية من السيال وغيره ثم منه قبيل الفجر ومررنا بالثنية التي يهبط منها إلى عسفان أسفارا والطريق فيها مبنية ملتقطة أحجارها كعقبة السكر إلا أن هذه أطول منها وأسهل وبأحد جانبيها مسجد فلما خرجنا من العقبة وصلنا عسفان ضحى وفيها سوق وآبار من جملتها البئر التي يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها وماؤها حلو غياة وشربنا منه تبركا بآثاره صلى الله عليه وسلم واستفاض ذلك على ألسنة العوام ولم أقف عليه في شيء من التواريخ التي بأيدينا وعثرنا عليها والله اعلم بحقيقته وبه مسجد ولم أدر ما أصله فسرنا وقطعنا تلك المفاوز كلها من أرض تسمى ببرقة وهي أرض طيبة ذات مزارع ووادي العميان إلى أن أنخنا بمر الظهران بعد العشاء ويسمى وادي فاطمة ووادي الشريف ووجدنا به الشامي والمصري خيما وبفور نزولنا رحل الشامي وتعبه المصري آخر الليل وهو واد كبير فيه قرى متعددة ذات نخيل وبساتين وعيون تجري وأعظمها القرية التي ينزل بها الحاج وفيها سوق وعين كبيرة وبساتين مؤنقة ، وجدنا بها الثمار مزهوة ، فالقلوب بالنظر لنضارتها من الأحزان مجلوة ، مع ما غمرها من السرور بقرب الديار ، ومشاهدة الآثار ، ففرح الناس ، وتزايد الإيناس ، وأعبق عليهم بأرجه الأريج ، وعرفه المتكاثر البهيج ، شجر