قال الإمام أبو سالم وأكثر الناس خصوصا المصرية يجلبون السكر من مصر بالقصد ليشربوه هناك ويؤثرون في ذلك أثرا لا أصل له يزعمون أن رمل ذلك المحل انقلب للصحابة سكرا فشربوه وهي عقبة في جبل صغير فيها رمل يتعب الإبل [مع كثرة التلاحي وشدة التلاحم ، وإفراط التزاحم ، وعدم التعاطف والتراحم ، وفيها قيل :
كم جمل منتصب للشقا |
|
ما جره الجمّال إلا انكسر |
وكان في الركب يرى مبتدا |
|
فما له من بعد هذا خبر](١) |
وقد سوى البناء في جانبيها والتقطت أحجارها وبني مسجد صغير بأحد جانبيها وبينها وبين خليص نحو من ثلاثة أميال.
وذكر السيد السمهودي أن هناك بالمشلل مسجدا للنبي صلى الله عليه وسلم على يسار الذاهب إلى منى ولعله هو هذا المبنى هناك اليوم فقد دخلناه وزرناه وتبركنا بالآثار المضافة له صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم فبلغنا الكديد قبل الظهر ونزلنا في قبة عظيمة بإزاء بركة عظيمة تحت القرية وفي خليص هذا عين تجري وأبنية وقهاوي وسوق حافلة وقد سيق الماء في قنوات محكمات من العين يفجر عنها (٢) ويبرز في مواضع للسقي والوضوء إلى أن خرج الماء إلى البركة المذكورة وكانت عميقة يغرق فيها من لا يحسن العوم ويخرج الماء من البركة إلى مزارع قريبة من البلد رجل حرثهم الدخن ويكثرون من المقاثي وماء هذه العين أحلى وأعذب إلا أنه سخن ونمنا هنيئة ريثما يحين وقت الصلاة فتوضأنا وصلينا الظهر وتلاحق الركب وسقى الناس واستقوا وركعنا بمسجد هناك فوق البركة
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من الرحلة العياشية.
(٢) في نسختين يجري.