نؤم مقاما للخليل معظما |
|
إليه استبقنا والركاب حثثناه |
ونحن نلبي في صعود ومهبط |
|
كذا حالنا في كل مرقى رقيناه |
فكم نشز (١) عال علته وفودنا |
|
وتعلو لنا الأصوات حين علوناه |
نحج لبيت حجه الرسل قبلنا |
|
لنشهد نفعنا في الكتاب وعدناه |
دعانا إليه الله عند بنائه |
|
فقلنا له لبيك داع اجبناه |
أتيناك لبيناك جئناك ربما |
|
إليك هربنا والأنام تركناه |
ووجهك نبغي أنت للقلب قبلة |
|
إذا ما حججنا أنت بالحج رمناه |
فما البيت ما الأركان ما الحجر ما الصفا |
|
وما زمزم أنت الذي قد قصدناه |
وأنت منانا أنت غاية سؤلنا |
|
وأنت الذي دنيا وأخرى أردناه |
إليك شددنا الرحل تخترق الفلا |
|
فكم فدفد في السواد (٢) خرقناه |
كذلك ما زلنا نحاول سيرنا |
|
نهارا وليلا عيسنا ما أرحناه |
إلى أن بدا أحدى المعالم من منى |
|
وهبت نسيم للوصال (٣) نشقناه |
|
||
ونادى بنا الحادي البشارة والهنآ |
|
فهذا الحمى هذا تراه (٤) غشيناه |
وسرنا وجاوزنا الرمال ، التي تتيه فيه الأركاب كالجبال ، وأخذنا بطن هرشاء ونزلنا بعيد المغرب شرقي السيل وغربي قديد وهي قرية غالب أبنيتها حيشان وفيها قهاوي وفواكه تباع ولا ماء بها إلا ما يسقى من بعيد ثم ارتحلنا منه ومررنا وقد متع النهار بالمشلل ويسمى اليوم بعقبة السكر.
__________________
(١) في نسخة شرف.
(٢) هكذا في الرحلة الناصرية وفي نسخة فكم فدفد صعب سواد وفي ثلاث نسخ فكم سدّ سدّ في السواد وهو أصوب.
(٣) في نسخة وهبت لنا ريح الوصال وفي ثلاث نسخ وهبت ريحنها للوصال.
(٤) في نسخة قتار وفي ثلاث نسخ أثاره.