غريبة وزرنا قبور الشهداء وعليهم جدار قصير محيط بقبورهم.
قال الإمام أبو سالم وبالقرب منهم قبور السادات الأشراف الزيدنية (١) من أهل اليمن نزل أسلافهم بهذا البلد ولهم إتباع في طريق القوم ومجلس ذكر قال وكبيرهم اليوم السيد أبو الغيث وزرنا أيضا المسجد المسمى بمسجد الغمامة وهو موضع العريش يوم الوقعة ببدر كما نص عليه غير واحد وانشرحت صدورنا بذلك ووجدنا به المصري ونزل علينا الشامي سحرا وأخذ المصري ساعتئذ في الرحيل ، وحثوا ركابهم بالرسيم والذميل ، وظعنا نحن بعد صلاة الظهر ومررنا على قبور الشهداء وموضع العريش مع الأخ سيدي محمد الأخصاصي وجدناه هنالك ينتظرنا إذ هو مجاور بالمدينة المشرفة وقبور الشهداء أسفل الوادي من جهة البزوة وليس بالموضع الذي تزعمه العوام تحت الكثيب على طريق القادم من مصر.
قال البكري ثم سرنا من ينبع إلى الدهناء في فضاء ورمال ، وآكام وجبال ، حتى وصلنا إلى الأبرقين ، وهي كناية عن جبلين متفرقين ، احدهما رمل صاعد ، والأخر من وعر وجلامد ، وبينهما تدق الطبول الحربية ، لنصرة خير البرية ، فيسمعها من كان أهلا للسماع ، ويحجب أهل الزيغ والابتداع ، ثم دخلنا قرية بدر وحنين ، التي حماها الله من كل شين ، وبها جسر طويل ، وعيون تجري بين حدائق ونخيل ، وبها مسجد العريش وقيل مسجد النعام ، وموضع حوض المصطفى عليه الصلاة والسلام ، ومحل النصرة لجيوش الإسلام ، على أهل الأنصاب والأزلام ، وهي الغزوة العظيمة المقدار ، التي بها شاهت وجوه الكفار ، فيا لها من غزوة قاتلت فيها الملائكة ، وضاقت بها على أعداء الدين المسالك ، وأخزى الله أهل الشرك والغواية ، واستشهد من
__________________
(١) كذا في الرحلة الناصرية وفي ثلاث نسخ وفي نسخة الزيدية وهو الأصوب وفي الرحلة العياشية الردينية.