وقال الإمام المرجاني رحمه الله تعالى ولقد ضربت طبلخانة (١) النصر ببدر فهي تضرب إلى يوم القيامة نقله عنه السيد السمهودي في تاريخه الكبير والصغير.
قال شيخنا أبو سالم وقد كثر كلام الناس في هذه المسألة وإذا ذكر من يوثق به كابن مرزوق وغيره أنهم سمعوه فالصحيح أن بعض الناس يسمعه دون بعض وقد مررت ببدر سبع مرات وأنا في كلها ألقي البال لذلك فلم أسمع شيئا اتحققه وفي هذه المرة سمعنا بعد ما قربنا من البندر صوت طبل محقق فإذا هو طبل بعض أمراء الركب كان متأخرا وراءنا وتحققنا ذلك بجلوسنا مر بنا وكثير من الناس ممن لم يتحقق ذلك زعم أنه الطبلخانة المذكورة وقد سألت عن هذه المسألة محقق زمانه شيخنا أبا بكر السجستاني رضي الله عنه فقال لي كنت حريصا على تحقيق ذلك ولقد مررت ببدر نحوا من سبع وعشرين مرة فلم أسمع شيئا أتحققه والعلم عند الله.
قلت وهذه المسألة مثل ما شاع على ألسنة الحجاج أنهم يرون الأنوار مشرقة من يوم قربهم من الينبع ويقولون أن وادي النار اسمه وادي النور لأجل رؤيتها منه فحرف الناس التسمية وقد ألقيت البال لذلك فكلما قالوا أنهم رأوا الأنوار نظرنا فإذا هو بروق تخفق من بلاد بعيدة وتحققنا ذلك بظهروه مرات كثيرة في غير ناحية المدينة وتارة في ناحيتها ويتصل خفقانه حتى يقرب إلينا فنتحقق انه برق وتظهر أمارات أخر تحقق ذلك مثل رؤية غيم متراكم وأصوات رعد وأرض الحجاز معروفة بكثرة الرعد والبرق وكثير من الحجاج يصممون على أنها أنوار ولو ظهرت الأمارات ولو كان من غير ناحية المدينة.
قال وقد سألت شيخنا أبا بكر السجستاني رضي الله عنه عن هذا فقال لي كنت
__________________
(١) في غير الرحلتين العياشية والناصرية طبجانة.