وأهلها أخلاط من الناس وكانت حد مملكة الروم في الزمان الفائت وعلى ميل منها باب معقود لقيصر قد كان مسلحته يأخذون المكس وبين ايلة وبين القدس ست مراحل والطور الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه الصلاة والسلام على يوم وليلة من ايلة وكانت في الإسلام منزل بني أمية وأكثرهم موالي عثمان بن عفان رضي الله عنه كانوا سقاة الحجاج وكان بها علم كثير وأدب ومتاجر وأسواق عامرة وكانت كثيرة النخل والزرع.
قال وكانت بايلة مساجد عديدة وبها كثير من اليهود يزعمون أن عندهم بردا للنبي صلى الله عليه وسلم وانه بعثه إليهم أمانا وكانوا يخرجونه رداء عدنيا ملفوفا في الثياب قد أبرزوا منه قدر شبر فقط.
ويقال أن ايلة هي القرية التي ذكرها الله في كتابه العزيز حيث قال : (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) واختلف في تمييزها فقال ابن عباس وعكرمة والسدي رضي الله عنهم هي ايلة وعن ابن عباس أيضا أنها مدينة بين ايلة والطور وعن الزهري أنها طبرية وقال قتادة وزيد ابن أسلم هي ساحل من سواحل الشام بين مدين وعينوني.
وسئل الحسن بن الفضيل هل تجد في كتاب الله الحلال لا يأتيك إلا قوتا والحرام يأتيك جزافا قال نعم في قصة ايلة إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم انتهى المراد منه مع بعض حذف ولما التقينا بالمصري بالعقبة أخبرونا عن حالهم مع البرد وانه قتل منهم واحدا أو أثنين ليلة العقبة وقرب عجرود ما ينيف على خمسين نفسا وذكروا أن الإنسان يكون في حمل الخشب فيوجد ميتا بالبرد وعلى الدابة كذلك.