للدواب ووجدنا الفول فيها رخيصا أرخص ممن اكترى عليه من مصر وبتنا بها وبات المصري هناك وأوقد بالليل نيرانا كثيرة وضرب المدافع ورمى المحارق في الهواء ولها منظر عجيب ، وأسلوب غريب ، كأنها شهب النجوم يرمى بها من الأرض إلى السماء فتراها في الجو طالعة حتى ترى من أعالي هام شوامخ الجبال دونها ثم تنعطف راجعة كأنها ثعبان أحمر ثم يسمع لها صوت وتخرج منها شرارات من النار فإذا انقطعت تلك أتبعها بأخرى وخروجهن فيما نرى من نار زرقاء كأنها نار الكبريت تشتعل اشتعالا قويا فتطلع منها تلك الشهب ولا نعلم صنعة ذلك وهي من الغرائب والرمي بها وبالمدافع عادة المصري في كل منزل أقام فيه إذا أراد الرحيل قاله الإمام أبو سالم.
ثم ارتحل في الغد وأقمنا بعده ولم نر في مبيتنا ولا إقامتنا ما يسؤنا من سارق ولا غيره.
قال شيخنا أبو سالم وقد سألنا هناك وبحثنا عن القرية التي كانت حاضرة البحر هل بقي من رسومها شيء فقد ذكر المفسرون أنها ايلة فلم نجدد من يشفي لنا خبرها.
وقد ذكر لنا بعض الناس أن بأعلى الوادي أثر بناء كثير يشبه أن يكون مدينة ولعلها هي وقد أخبرنا كثير من متسوقة الأعراب الذين هناك أن وراء الجبل الكبير المشرف على القرية بلدة فيها نخل وماء إلا أنها خالية ويمكن أن تكون هي فإنها قريبة من البحر والعلم عند الله تبارك وتعالى.
قلت وفي الخطط للمقريزي أن ايلة مدينة في شاطئ البحر المالح سميت بأيلة ابنة مدين بن إبراهيم عليه السلام وقد كانت مدينة جليلة القدر بها التجارة الكبيرة