يتصرف فيها إلا الله تعالى وكذا على القول الأخر لأنه لفظ يوهم النقص فلا يجوز أيضا فتحير في الجواب بعد جهد جهيد في الوصول إلى الإشكال فضلا عن الجواب على أن الادعاء في الاستعارة كاف في انفكاكه.
قلت هب على انه كذلك فلا يسمن ولا يغني من جوع لأن الكلام في إطلاقه على ذاته وهو حاصل قطعا على هذا المذهب لأن المستعار هو الربيع فيكون إطلاقا على الذات من غير شك وأما على القول بأن المستعار هو الفاعل الحقيقي والمستعار له هو الربيع فلا يلزم فيه شيء كما علمت ويظهر لك من قولهم أنشبت المنية أظفارها قيل أن المنية استعير لها السبع إلخ أو أنها فرد من أفراد السبع ثم استعير اسم المنية له على ما اشتهر بينهم وعليهما فانبت الربيع البقل على كونه استعارة بالكناية وأما على القول بأنه من المجاز في الإسناد فلا يلزم فيه شيء أصلا فلم يأت بجواب رأسا.
أقول فيه والله اعلم أن التحقيق في الجواب هو أن ذلك الإطلاق ليس المقصود منه التسمية لله تعالى باسم الربيع وإنما المقصود التشبيه لأن الاستعارة مبنية عليه وإن كانت تباين التشبيه في الاستعمال والله تعالى اعلم.
ومنها أني أوردت عليه أيضا من علم الكلام مسائل عديدة فلم يفصح عن جميعها بجواب وأن أجاب عن البعض فلا يسلم من أمور ترده.
حاصله أن الأسئلة باقية إلى الآن فالسؤال الأول العلم بالوقوع تابع للوقوع ولو كان الوقوع تابعا له لدار كما ذكره الشيخ السنوسي في الوسطى فسألته عن بيان الدور وعن معنى هذا الكلام فوجدته كأنه ما سمعه قط فلم يتعب نفسه في شيء أصلا فلما علمت منه ذلك تبين لي أنه لا خبرة له به رأسا والكلام فيه معلوم وإنما اختلفت عبارة الجميع في تفسيره وبيان معناه وإلا فهو كنار على علم إلا أن التحقيق