وممن اجتمعت معه في مصر أيضا الفاضل المحصل ، والعالم المؤمل ، الفقيه المفسر ، المحدث المخبر ، المنطقي الكلامي ، المؤرخ الأصلي البياني ، المرتقي أعلى رتب التدقيق الجامع بين الحقيقة والشريعة الشيخ المنور التلمساني ، تلميذ الشيخ القطب الرباني ، والعارف الصمداني ، سيدي أحمد الحبيب الفيلالي نفعنا الله بجميعهم آمين وقد كان يقرئ الكبرى في رواق المغاربة واجتمع عليه خلق كثير من مصر ومن المجاورين وغيرهم غير أن الغالب منهم مقصودهم البركة ومعه التحقيق من غير شك.
وكان الشيخ العمروسي يحضر درسه ومع ذلك أنه شرح خليلا وكان الشيخ خليل المغربي (١) قد وقع بينه وبين الشيخ نزاع في بعض المسائل في الكبرى في كلام الشيخ السنوسي فلما طال نزاعهما وقد ظهر لنا ما ظهر للشيخ خليل قلت الحق مع الشيخ خليل فلما خرجنا قال لي والله لقد أساءني نصرك للشيخ المذكور فأجبته بما هو حاصله أن الحق أحق أن يتبع وما ذكره هو الحق والله تعالى اعلم فلما علم الشيخ خليل منه ذلك انقطع عن مجلسه وقبل ذلك أوردت عليه مسائل من العلوم منها في البيان على من يقول في قولهم أنبت الربيع البقل انه استعارة بالكناية أي شبه الربيع بالفاعل الحقيقي الذي هو الله تعالى في كونه منبتا فحذف المشبه به وهو الله وأثبت له شيئا من لوازم المشبه به وهو الإنبات لأنه من فعل الله تعالى فالحق أن يسند إليه ثم أن الربيع فاعل حقيقي ادعاء ومبالغة في التشبيه أي فرد من أفراد الفاعل الحقيقي ثم استعير الربيع للخالق الذي هو الله تعالى بأن جعل اسما من أسمائه على مذهب السكاكي إلخ فقلت له يلزم من ذلك أن يكون اسما من أسماء الله تعالى وأسماء اله توقيفية فلا يجوز إطلاقه عليه بناء على ذلك القول لأنه تصرف في الذات ولا
__________________
(١) في نسخة الأزهري.