لديهم ، إنما هو لوجود مثله وكفى به علما وعملا وخشية وإتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم واقتفاء آثاره عليه الصلاة والسلام وقدوة للأمة المحمدية نفعنا الله به وبأمثاله آمين وأظن أنه ممن لا يشقى جليسه نعم أنوار الولاية تلوح على وجهه من غير شك فهو محقق الفلاح والنجاح فلا تجد أحدا يسوء ظنه فيه بل قد حلاه الله بحلية القبول وكذا أطلق السنة الخلق بالثناء عليه عموما والسنة الخلق أقلام الحق متع الله المسلمين بطول حياته وجعل البركة في أيامه وأفاض علينا من بحر أنواره بمنه وكرمه.
وممن اجتمعت معه وزرته مرارا الشيخ الصالح ، والولي الواضح ، الشيخ الغرياني نفعنا الله به وبأمثاله وهو ممن ظهر عليه الفضل والخير والناس أفواجا في مصر تتبعه تقتبس الأنوار والفتح منه وتتوسل بجاهه وقد اشتهر عند أهل مصر أيضا أنه هو الحارس للركب فإن أهل الخير جعلوه رقيبا عليه ومأمونا من أجله فلا يقع مكروه به لوجهه والظن منا به كذلك نفعنا الله به وبأمثاله رضي الله عنه وأرضاه ورزقنا العافية في الدنيا والآخرة مع كفاية همهما بمنه وكرمه.
هذا وأن مصر قد حشيت بأولياء الله وأنهم فيها كالنجوم في السماء فالمستور فيها أكثر من الظاهر إذ الخامل فيها أكثر من أن يحصى والغالب أن أسواقها لا تخلو منهم فمن أزيل عنه الحجاب رآهم عيانا.
وبالجملة فأحوالهم كمثل بحر ووجودهم كثير فهم ينبتون فيها دائما لا تنقطع آثارهم ، ولا تغيب شموسهم وأقمارهم ، فعلى من دخل مصر أن يجعل معتمده عليهم فإن بحث عنهم وجدهم لا سيما أن كان بصدق الطلب فوطن مصر ليس كغيره رضي الله عن أولياء الله أين كانوا ونفعنا الله بهم وجعلنا في زمرتهم آمين.