إليه الرحال نفعنا الله به وبأمثاله وأما من زرته مت الصالحين ، والعلماء العاملين ، فكالشيخ العارف بالله المبصر بنور الله وهو من الواصلين حقا ، ومن العارفين صدقا ، من له كشف تام ، ونفع عام ، الشيخ كشك (١)
(٢) فإنه رضي الله عنه يحكى عنه انه ما دخل أحد مصر من أهل الله غالبا إلا سلبه وكان له التصرف التام وقد أخذني حال غيبتي عن إحساسي أظنه خارج مصر غير أن المواهب تجري على لساني فضبط مني أصحابي كلاما على هذا الشيخ وأنا غير مستحضر له غير أني ذكرت كلاما على طريق النظم في شأنه والآن طال عهدي به أو على غيره والله أعلم.
ثم إن تلك الورقة التي فيها ذلك الكلام حملها سيدي محمد الشريف المذكور معه بحيث لم يرها أحد فلما اجتمعنا معه رضي الله عنه قال له مد لي تلك الورقة فتعجبنا منه ودعا لنا من قريحة قلب وعزيمة همة فعلمنا أننا قد نلنا منه ما لا يحصى كثرة وأنا زرنا في مصر أولياء وصلحاء قد تعذر علينا ضبط أسمائهم لغلبة النسيان على البشر أفاض الله علينا من فضلهم وجودهم وإحسانهم.
وممن اجتمعت معه أيضا في هذه الحجة المنور على الإطلاق ، والولي العارف بالاتفاق ، صاحب الجذب الإلهي ، والحال الناهي ، والوجد الزاهي ، العالم بالحقائق ، والراسخ بالدقائق ، المنفق من الفتح ، من قد جبل على الصفح ، أنوار معارفه مشرقة ، ولوائح أسراره رائقة ، فقد توقى في أوقاته ، وتشكل روحانيا في سماواته ، فكاد أن يكون من عالم الأمر لطافة ، فغالبه بشر وقلبه ملك ف الخلافة ، أن امتحنته وجدته لم يرق أحد مرقاه ، ولا سلك شخص مسلكه وحيدا في مثواه ، أن تكلم أغرب ، وأن أفصح أعرب ، جدير بما يقول ، وعندي هو أكثر ما نقول ، الشيخ محمود الكردي نفعنا الله به وبأمثاله وقد اعتقدنا فيه أكثر مما نقول لأن ما خامر القلوب فعلى الوجه
__________________
(١) كذا في جميع النسخ ولعله كوجك أو كوجوك.
(١) كذا في جميع النسخ ولعله كوجك أو كوجوك.