أخذ قراءته على النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أهل الصلاح قطعا وقد أجازني أيضا نفعنا الله به.
وممن اجتمعت معه وصاحبته أيضا وهو من أهل الله حقا وكان عالما فاضلا صاحب حال ووج وشوق له كشف قوي وفتح إلهي ووارد صمداني وله كلام في الحقائق رائق وإذا ورد عليه كلام في الفتوحات تكلم به من غير كلفة ولا تعب وقد جعل كتابا عظيما في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على نهج دلائل الخيرات غير انه لا يكتب تآليفه إلا إذا وجدها في سره رضي الله عنه وهو الولي الصالح والعارف بالله الواضح سيدي الهاشمي المغربي إذ اجتمعت معه في الحجة الأولى وسبب معرفتي إياه أني وجدت رجلا فاضلا عليه سيمة طيبة يقرأ عند باب الجامع الأزهر وتعلق قلبي به فجلست عنده فوجدته يقرئ في ابن هشام أعني المحاذي على الألفية بشرح السيد خالد أعني التصريح وحاشية الشيخ يس عليه فما رأيت مثله في التحقيق وحسن العبارة نعم كلامه عليه حلاوة وطلاوة سيدي إبراهيم نجل الشيخ سيدي علي شعيب التونسي وقد اجتمع في هذه النخبة العلم والصلاح والعبادة والمجاهدة وقد قيل لي أنه غلب عليه القيام والصيام كأنه لم يبق لسواه فيه نصيب فقد كان كله لله رضي الله عنه ونفعنا به وان العلوم النقلية والعقلية طوع يده.
حاصله محاسنه لا تعد ولا تحصى ولا تضبط ولا تستقصى نعم كنت حينئذ أسرد الصوم وواصلت نحو ثلاثة أيام من غير أكل طعام إلا إذا أفطرت على الماء القراح فلما ورد علي اليوم الرابع تغيرت نفسي وتحركت طلبا للطعام فكنت في المجلس أتردد هل أزيد اليوم الرابع كذلك أو أذهب لرفقتي في بولاق لتحصيل الطعام معهم أو أبيت في الأزهر صبرا حاصله تشوقت نفسي للطعام وإلى تحصليه فلا ختم المجلس السيد إبراهيم المذكور تفرق أهل مجلسه فبقيت هناك والله اعلم ساعة زمانية