حاصله خواطر الحق بينة وخواطر الباطل ظاهرة مضلة فمن راعى خواطره رعي إذ لا يرعاها إلا سعيد ولا يهمل نفسه وخواطرها إلا شقي والعياذ بالله تعالى.
حاصله الشيخ الصباغ صبغة الله لخلقه ورحمة للعالمين في أرضه لا سيما الغرباء والضعفاء والفقراء فلا تجد أحدا في زمانه يرحم الأمة المحمدية مثله رضي الله عنه وقد كان رضي الله عنه أكثر زمانه في مصر مجردا عن أهله إذ أهله في الإسكندرية وهو في مصر يعلم الناس ليلا ونهارا وبركاته قد عمت الخلق جميعا فلا ترى نصوحا للأمة مثل وقد حلاه الله تعالى بحلية القبول فمن رآه أحبه وقد صدق عليه قوله تعالى سيجعل لهم الرحمن ودا.
وبالجملة فكل من أخذ عنه العلم أو الطريقة إلا ظهر عليه آثار الفضل وحلي بحلية العارفين ونعت بنعت الزاهدين وكان ممن يخشى الله ويتقيه نفعنا الله به وقد حضرت عليه دروسا في العلم ومع ذلك تعلقت به رضي الله عنه وأرضاه وان أخلاقه وخلقه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وخلقه كان غير منقبض جدا ولا منبسط كذلك بل إلى البسط أرجح والبسط مقام محمود فلا يكون صاحبه إلا منتفعا به بخلاف صاحب القبض يقل نفعه في جانب الرحمة وإنما يغلب ضره وهلاكه فلا يصلح للمريدين والذي يصلح لأهل السلوك هو صاحب البسط أفاض الله علينا من بركاته وجعلنا من أهل زمرته بمنه وكرمه.
وممن أخذت عليه القراءات السبعية إفرادا الأستاذ المحقق والفاضل المدقق سيدي أبو القاسم الربعي (١) القسنطيني إذ قرأت سورة البقرة والفاتحة عليه وأظن أن الشيخ البغالي من أشياخ أشياخه وقد سمعنا انه قرأ على شمهورش الطيار وهو قد
__________________
(١) في نسخة الربيعي.