الطلبة فوقع الازدحام على نعشه أي سريره الذي حمل عليه حتى أن بعض الولاة أقام شواشا يدفعون عنه نعم لم يفيدوا شيئا فلما خرجنا إلى القرافة الصغرى لم نر جنازة ولا قبرا ولا قبره من كثرة الخلق فمن الجبل إلى مصر لا ترى موضعا خاليا يكاد من خرج لجنازته أن لا يحصى كثرة وانه لا يقع ذلك الجمع أصلا في بلد من البلدان فلو كان في غير مصر ما ظننت أن يتفق جمع مثله ولا عمارة تساويه ولا محلا يأويه نفعنا الله به وبأمثاله آمين.
وممن أخذت عليه المحقق المدقق الكامل ذو الفضائل والفواضل والحافظ الورع الزاهد المدرس صاحب الأنوار والعوارف والأسرار شيخنا سيدي أحمد الأشبيلي تلميذ الشيخ الحفناوي وهو ممن ظهر عليه آثار الفضل في ابتداء أمر الشيخ وقد اشتهر حاله في الحرمين الشريفين علما وحالا وسرا وقد كان من المحققين فقرأت عليه بعض مختصر السعد في البيان قراءة تحقيق ما رأيت مثله بتدقيق المسائل وتحريرها وفي آخر أمره كان ملتزما للحرم الشريف رضي الله عنه ونفعنا به.
وفي الحجة الأولى اجتمعت مع الولي الصالح والعالم الواضح فكان ديدنه وشأنه الهجرة للعلم من داره في الإسكندرية إذ كان ملازما لإعطاء العلم في الأزهر وكان فاضلا فقيها متكلما بيانيا مفسرا أصوليا نحويا لغويا أديبا حاصله قد جمع المعقول والمنقول والحقيقة والشريعة واعيا للمذاهب الشيخ الصباغ السكندري نفعنا الله ببركاته آمين بمنه وكرمه.
وكان ممن يحضر مجلسه النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة يقظة وقد سمعت ذلك ممن سمع منه والذي سمعت منه هو الفاضل العدل الثقة المبرز في العدالة والعالم الفقيه المحدث المفسر صاحب المنقول والمعقول سيدي أحمد زروق نجل الشيخ المؤلف البركة سيدي أحمد بن الشيخ العنابي المتقدم ذكره قال غير أن