نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ) الآية لأن قوله إذ تقول للمؤمنين ظرف متعلق بنصر فلما ذكر ذلك قلت له إذا كان النصر حينئذ لم يكونوا أذلة أي في قلة فقيد النصر بالملائكة ليسوا على قلة في الظاهر ولا في الباطن فلما عجز عن الجواب صار يغالطني بكلام ليس من العلم وهي المغالطة الخارجية فلم أرجع إلى مجلسه بعد غير انه مشتهر بالتحقيق وهو من مشائخ المالكية الكبار.
وممن سمعت منه أيضا الشيخ العالم العلامة ، المحقق الفهامة ، ذو الأبحاث الرائقة ، والنكت الفائقة ، الشيخ الزياتي الشافعي بعض المسائل من النحو أعني كلام الأشموني وهو ممن يحب البحث والإنصاف فمهما أوردت عليه شيئا إلا قال بلزوم الإيراد وإنما ينظر الجواب عنه وهو ضرير في غاية التحقيق وقد اشتهر بذلك في الجامع المذكور وحضرت عليه أيضا دروسا في المحلي نفعنا الله ببركاته آمين.
ومن أشياخي الشيخ الفاضل ، والعالم الكامل ، إمام الجامع ، ذو الصدر الواسع ، الحافظ على الإطلاق ، والناقل بالاتفاق ، وله باع قوي في المنقول والمعقول وقد أخذ عنه كل من كان في زمنه من الشافعية والحنفية والمالكية وغيرهم فقد حقق المذاهب رضي الله عنه الشيخ سالم النفراوي ولقد علم من حاله أن كل من يحشي أو يشرح بفوائد غريبة أو نقول عجيبة إنما ذلك منه رضي الله تعالى عنه ونفعنا به آمين.
وقد قرأت عليه مدة مختصر السعد غير أنه ما رأيت مثله أبدا نعم لا يسأله أحد في المجلس لأن جميع ما يخطر ببالك إلا ألقاه في الدرس وإن بقي للإنسان شيء ألقاه عليه بعد الفراغ منه وأما أ ، ا فاسأله دائما وهو يجيبني من غير غضب ولا عنف لكوني غريبا من آل المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان يحضر مجلسه نحو السبعين طالبا نعم لما رأوني اسأله ولا يمتنع من الجواب تعجبوا من ذلك وصاروا بعد ذلك يرغبون ويحبون مني دوام السؤال له بل تارة يأمرون بالسؤال وتارة بالإشارة إلى