وكذا قسنطينة ومن فيها من الأحياء والأموات لا سيما سيدي سعيد السفري (١).
وزرت أيضا بونة أي عنابة ومن فيها لا سيما من يستجاب الدعاء عند قبره وهو أبو مروان وأولاد سيدي أحمد ابن الشيخ سيدي زروق لا سيما من كتب اسم محمد صلى الله عليه وسلم بقلم القدرة في يده اليسرى وهو من العلماء العاملين لا نظير له في المعقول والمنقول وقد حلاه الله بحلية القبول من رآه أحبه وهابه وقد جبل على السخاء والكرم فأخلاقه وخلقه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وخلقه ما رأيت أحسن منه باطنا ولا ظاهرا وقد سألني فيه فأجبته بأنه إنما كتب الله بذلك (٢) اليد إعلاما لنا أنك يمين كلك (٣) فجهة اليسرى منك منفية عنك وسألني أيضا عن قوله تعالى في مريم واسجدي واركعي مع الراكعين وان كانت الواو لا تقتضي الترتيب إذ كلام البلغاء لا بد في سبقه بشيء من الحكمة.
قلت والله اعلم أن الله خاطبها أولا بسجودها نظرا لمقامها الخاص بها وخاطبها ثانيا بالركوع مع الراكعين نظر إلى حالها مع قومها لأن العارفين بالله تعالى قلوبهم مع الحق وأجسامهم مع الخلق فكانت مريم من هؤلاء المتمكنين الراسخين في العلم ولما سمع كلامنا هذا استحلاه وكتبه وكان أجود الخطوط وما رأيت خطا أحسن منه وانه أجازني رضي الله عنه في سائر العلوم النقلية والعقلية ودراهم دار الولاية من أعالي أسلافهم إلى الآن وان والده رضي الله عنه كان من المؤلفين وتآليفه كثيرة لا تحصى كثرة وقد نظم [مختصر] خليل بتمامه ونظم أيضا عقائد الشيخ السنوسي
__________________
(١) في نسخة الصفراوي.
(٢) كذا في جميع النسخ.
(٣) في نسخة كلا يديك.