وممن أجازني أيضا وزرته الشيخ علي الفيومي الفاضل العارف بالله ذو الأحوال المرضية والمحبة الصافية والحقيقة النبوية والواردات الإلهية والعلوم اللدنية والفتوحات الربانية وكذا عنده تفريد التوحيد وتجريد التفريد وسهم فهمه نافذ إذ علمه يطابق (١) علوم الإنسان الكامل وهو عبد الكريم الجيلي وفتوحات ابن العربي الحاتمي وشوارق عبد القادر الجيلي وأبو حفص عمر بن الفارض وأكثر عباراته في المحو والغيب والفناء وفناء الفناء وله شطحات وتحركات في الوجد وهو ممن يرقص وقد أنكر عليه شيخنا الحفناوي وغيره وقد علمت أن علامة الصديق انه لو شهد عليه ألف صديق بأنه زنديق لا يضره ذلك ومن علامته أيضا كثرة أعدائه وأنه لا يبالي به وقد ألف رسالات في التوحيد الخاص وعندي من تلك الرسائل رسالة في اسم الجلالة رسالة عظيمة بحيث يهتز من رآها ويخشع قطعا لأن فيها علوما لا تكاد توجد في غيرها إلا على سبيل التفريق والقلة وقد قال فيها وفي الخبر يا عبدي خلقت كل شيء لك فلا تتعب وخلقتك لأجلي فلا تلعب وبالجملة ما كان فيك ظهر على فيك كل إناء بما فيه يرشح وهو ممن يلقن أذكار الشيخ البدوي ويلبس الخرقة وقد حققت منه الكشف غير ما مرة وقد نهاني عن الصوم إذ كنت أسرده فلم يتيسر لي بعد إلا الفرض رضي الله عنه وقد أخذت عنه أيضا نفعنا الله به آمين.
وممن أخذت عنه أيضا واجتمعت به الشيخ البركة المحقق الفاضل الكامل الزاهد الورع المقتفي طريق النبي صلى الله عليه وسلم الشاذلي شيخنا ومن على الله ثم عليه اعتمادنا وانه من المتوكلين على الله حق التوكل وأن الجالس معه يحدث في قبله خشوع ويقين وإيمان قوي وحلاوة ووجد يعلم ذلك من حاله (٢) وصحبته
__________________
(١) في نسخة وفهمة يافذ إذ علمه غير نافذ يطابق إلخ.
(٢) في نسخة جالسه.