ورؤيته لا سيما إذ تلك أخذ القلوب ومن فارقه وغاب عنه أحب (١) الرجوع إليه بل يجد الإنسان الداعي والباعث إلى الرجوع إلى مشاهدته ومشاهدة حضرته وأني جربت من نفسي ذلك فلا أصبر عليه ولو لحظة فإن غبت عنه ساعة وجدت محركا يحركني [إلى الوصول إليه وأن كل هم وغم يزول برؤيته والاجتماع به فإنه يفيد صاحبه](٢) بأقواله إن نطق وبأفعاله أن سكت وكله رضي الله عنه علم وحال فانه ينهضك بحاله ، ويدلك على الله بمقاله ، وقد اتقى رضي الله عنه جميع الشبهات ، وحلي بسائر الكمالات ، وقد تقدس رضي الله عنه المتشابه فضلا عن الحرام فلا يركن إلى ظالم ولا يقبل هديته وقد تحقق عنده حب النبي صلى الله عليه وسلم بدليل إتباعه واقتفاء آثاره صلى الله عليه وسلم وهو من أهل القدوة إذ جمع بين الحقيقة والشريعة جمعا متواطئا فلا نظير له في زمانه رضي الله عنه وقد أخذنا عنه الطريق ورسم الحقيقة وانه لقنا الأذكار وجددنا عليه العهد في الطريق الشاذلية المحضة وأجازني إجازة مطلقة في سائر العلوم العقلية والنقلية وقد بالغ رضي الله تعالى عنه في حبنا واعتقادنا ومن عجائب ما رأيت له أنه أمرني بالذهاب معه إلى زيارة الصالحين والأولياء العارفين والعلماء العاملين في القرافة الكبرى والصغرى ملازمته للأدب في الزيادة غاية قل أن يوجد مثله في ذلك وكذا معرفته للعلماء المؤلفين فلا يخفي عليه شيء من قبورهم كأنه هو الذي دفنهم فمهما وصلنا قبرا أو رأيناه إلا قال هذا قبر فلان وفي جواره قبر فلان وفي تجاهة القبلة قبر فلان أيضا إلى أن يعد الجهات والقبور فعلمت أن ذلك ليس من طريق الحفظ والتمرين بل ذلك إنما هو من طريق الكشف لاستحالة أن يكون ذلك من رسم الصفة لأنه من خوارق العادة قطعا.
هذا وأني قد شهدت أنوار صحبته في حال الزيارة معاينة ومع ذلك ما تركنا
__________________
(١) في نسختين أيس.
(٢)؟؟؟؟