مختصر خليل بشرح الشيخ الخرشي وهو يحشي فيه وقد كملت حاشيته الآن عليه في نحو الخمسة أجزاء وقد باحثته في بعض المسائل الفقهية في مجلس أقرائه إذ وجدته في السهو من الشيخ الخرشي المذكور فأورد على الشيخ الخرشي اعتراضات غير انه يغلظ عليه ويكثر من قوله كلام الخرشي فاسد فلما سمعت ذلك أصابتني غيرة عليه ولما وصل إلى قوله لا سنة خفيفة كتشهد (١) إلى قوله وإعلان بكآية إذ قال الشيخ الخرشي قوله وإعلان معطوف على قوله كتشهد إلى آخره فقال الشيخ علي هذا العطف فاسد وقال في بيانه أن التشهد متروك وإعلان ضده والعامل في المعطوف عليه هو العامل في المعطوف ولا يصح تسلط الترك على الإعلان لأن الترك هو العامل في التشهد فلما تم كلامه أغلظت عليه القول فلم يؤاخذني بذلك بل قال ما البيان فقلت له المعطوف في الحقيقة محذوف تقديره كتشهد وسر في بعض الفاتحة أي كترك تشهد وترك سر بأن أعلن وقد صور المصنف الشيء بضده لأن القراءة يكتنفها أمران السر والجهر ولا يترك أحدهما إلا بفعل ضده ولذلك قلنا المعطوف في الحقيقة محذوف كما سبق فسلم رضي الله عنه على يدي وقبلها وبعد ذلك لا يكتب قولة على الشيخ الخرشي إلا أن يعلمني بالبحث بها ومعه شخصان عالمان في غاية التحقيق وهما ضريران لا يكتب شيئا عليه إلا بعد أن يخبرهما ويختبرهما فان سلما نزاعه وبحثه كتبه وإلا فلا وقد أجازني أيضا كما سبق من الشيوخ غير أنه صاحب تواضع بان قال في نص الإجازة لست أهلا لأن أجاز فضلا عن أن أجيز إلخ رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته آمين.
ولقد رأى أيضا شرحي المذكور في هذه الحجة وأجازني بالتأليف أمدنا الله وإياه بمدده وجعلنا من عده وعدده (٢).
__________________
(١) كذا في جميع النسخ وفي متن المختصر ولا لفريضة وغير مؤكدة كتشهد.
(٢) في نسخة وجعلنا من حزبه وأوليائه.