شرح هو أيضا هذه الخطبة غير انه اختصره كثيرا ثم اجتمعت الطلبة وكلموني على مسألة الجوهر الفرد إذ عندنا معشر أهل السنة موجود وأما عند غينا فمستحيل لشبهات أوردها من منع فردها أهل السنة بأمور معلومة نص عليها غير واحد كابن التلمساني في شرح المعالم والسعد والإمام السنوسي وغيرهم أن البعض ممن يدعي التحقيق من الأفاضل المحققين يسلم أدلة المنع ويمنع أجوبة أهل السنة لتمكن الشبهة في قلبه فلما أوردوا تلك الأدلة فمنهم من فهم الشبهة فمنع جواب أهل السنة ومنهم من لم يفهم الشبهة ولا الجواب عنها ففتح الله علي بسد تلك الثلمة ومنع تلك الشبهة من أصلها ورفع ما عسى أن يرد من المحال على وجود الجوهر الفرد فأشرق علي نور العرفان حتى علم الحق كل من حضر وتعجب الكل في ردع (١) المفصح بها فصعق من حضر ذلك المجلس.
نعم شهدوا الفضل وانه باق وان الفتح والوهب لا ينقطعان أبدا حتى أن بعض من كان في المجلس لما أفاق من سكرة البغت أراد ببضاعة عقله وضعف ملكته أن يرد ذلك الجواب بالحل والنقض فلم يقدر لكونه سماويا إلهيا نزل من عند الله طريا ولو أن أهل المعقول (٢) آمنوا وصدقوا بفتوحات القوم لفتح الله عليهم من بركات السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذوا بحجاب الجهل وأطوار البشر بغتة من غير تراخ فسكت لكسف نور شمسه.
نعم بعد ذلك طلب مني جميعهم قراءة الكبرى للشيخ السنوسي وقالوا لا بد أن تحضر الشيخ علي الصعيدي وقت أقرائه إياها وأنك لا بد أن تشتي عندنا فوافقتهم على أقرائها ومساعدتي لهم عليها فكل من سمع من الطلبة فرح وسر بذلك غير أن
__________________
(١) في نسخة ردي.
(٢) في ثلاث نسخ القلوب.