من الحكم والعدل فتعينت أنا والفاضل الزاهد الورع سيدي محمد الشريف النوفلي الطرابلسي للمشي إليه لطيلون إذ هو نازل هناك فلما وصلنا إليه أخبرناه بالسفر معه وأخبرناه بالسبب ففرح وسر بنا سرورا عظيما فلما رحل رحلنا معه ونزلنا عليه خارج مصر وبعد ذلك اختلط معنا (١) ركب الجزائر ثم رحلنا معه في النهار إلى البركة ليذهب مع الشيخ كل من يريد ركبنا فبتنا جميعا فلم يزالوا على النهب والتعدي في البركة ذلك اليوم وبتنا جميعا والركب الفزاني نزل حده فلما ظعنا صبيحة ذلك اليوم تأخرنا إليه أعني جميع من يتبع سيدي أحمد الطيب وسيدي أحمد بن حمود (٢) وسيدي محمد الشريف وزابر هذا الكتاب فاجتمع أهل وطننا أعني من الجزائر إلى قسنطنية معنا وما بقي إلا أهل عامر وقصر الطير وأولاد عبد النور وأولاد سعيد بن سلامة ومن تعلق بجميعهم وكذا أهل بسكرة وأهل مدكال وأهل المسيلة وأهل الصحراء وأهل الزاب وغيرهم الكل مع الشيخ سيدي محمد المسعود وقد رفع منهم ما رفعت الأرض من أعباء الثقلين جزاه الله عن المسلمين خيرا.
تنبيه وقد زرنا في هذه الحجة شيخنا الفاضل الكامل سلطان العارفين ، وإمام الطريقة والسالكين ، الجامع بين الحقيقة والشريعة ، سيدي محمد الحفناوي ، والشيخ الصالح ، والبدر الواضح ، نخبة العارفين ، ودرة الموحدين ، الشيخ الجوهري وزرت أيضا من بالأزهر من العلماء والطلبة وغيرهم واجتمعت مع أبي الحسن شيخ رواق المغاربة وأعارني الشيخ الحطاب شارح المناسك لخليل وهو شرح جليل قد سافرت به إلى مكة أحياه الله على السنة النبوية وأعلمته بشرحي على خطبة شرح الصغرى فلما رآه ورأى حاشيتي على المحقق المراكشي (٣) السكتاني استحسن جميع ذلك وقد
__________________
(١) في نسخة اختلط علينا.
(٢) في نسخة حمودي.
(٣) في نسخة بإسقاط المراكشي.