منعني من الإقامة في مصر لما كان من الهرج والفتنة والنزاع بين الحجاج [والشيال لأن من دخل بولاق من الحجاج ربطوه وحسبوه ومن دخل منهم الركب ربطه الحجاج](١) فوقع هول عظيم وجميع الفضلاء يجري (٢) بين الجميع بالصلح حتى خفنا على أنفسنا من كثرة الظلم الواقع من الجانبين غير أن الحجاج مظلومون بالنسبة للمال إذ أقرضوهم في الطريق فأكلوهم وأرادوا الزيادة منهم وأما الحجاج فقد ظلموهم بالضرب في الطريق والشتم وكل عمل قدروا عليه فانتقم الله من الجميع رزق الله الكل التوبة والندم على ما صدر من الجميع بمنه وكرمه.
وقد زرت في الحجة الثانية الشيخ البليدي وهو عالم فاضل محقق مؤلف وقد ألف حاشية على الشيخ عبد الباقي إذ رأيتها على هوامش الكتاب المذكور وأجازني في العلوم كلها وزبر ذلك بخط يده وقد حضرت عليه في الحجة الأولى بعض الدروس في الرسالة.
وزرت أيضا الشيخ الفقيه المقبول المنور العارف بالله تعالى إذ شرح خليلا شرحا مختصرا بالمزج وقد رأيته في داره وهو شرح مبارك لا بأس به وهذا الشيخ هو شيخنا الإمام العمروسي وقد أجازني أيضا غير أنه زبر الإجازة بعض تلامذته بإذنه وإملائه عليه وقد ختمها وكتب على ذلك بخط يده وطبع عليه بطابعه.
وزرت أيضا شيخنا المحقق العلامة المدقق خاتمة المحققين وإمام الإجلاء العارفين الشيخ خليل المغربي (٣) وهو في العلوم بحر لا ساحل له وان العلوم كلها ضروريات عنده لا سيما علم المعقول وقد قرأت عليه القطب على الشمسية أعني
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من نسختين.
(٢) كذا في جميع النسخ.
(٣) في نسخة الأزهري.