المحل وهم يريدون السعة والقرب من القلعة التي هي محل الباشا وأكابر دولته وزرنا كذلك غالب من بالقرافة الصغرى من الصالحين وزرنا قبر الشيخ خليل رضي الله عنه وقبر شيخ الشيخ أبي عبد الله المنوفي وهما في مكان واحد وبقربهما تربة الأئمة اللقانيين وزرنا أيضا قبر السلطان المرحوم الملك المعظم المهاب العدل المعدود من الأولياء الأتقياء كما ذكر غير واحد من الأئمة السلطان قايت باي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته وعلى قبره بناء عظيم وبازائه مسجد متقن ومحلات لسكنى الفقراء ولقيم القبر وهو لا يخلو من عمارة وعند رأس القبر حجر منبي عليه بناء حسن فيه اثر قدمين شاع عند الناس أنها قدما النبي صلى الله عليه وسلم وهناك حجر آخر فيه أثر قدم أخرى يقال أنها قدم الخليل والناس يزورونهما ويذكرون أنها من الذخائر التي ظفر بها قايت باي أيام سلطنته فجعلت عند قبره رجاء بركاتها ولا يبعد ذلك فقد كان ملكا عظيما عدلا موقرا مهابا محببا إلى الخلق ذا سيرة حسنة في الرعية واجتهاد في عبادة ربه إلا أنه لم نر من نص على أنه ظفر بشيء من هذه الآثار من المؤرخين بل قد ذكر جماعة من حفاظ المحدثين أن ما استفاض واشتهر خصوصا على ألسنة الشعراء والمداحين من أن رجل النبي صلى الله عليه وسلم في الحجر لا أصل له ولم يذكر أحد أن أثر الخليل عليه السلام موجود في غير حجر المقام.
أقول قال شيخنا المذكور قال شيخنا العياشي في رحلته وبالمدينة المنورة ومكة والقدس آثار يقال أنها آثار بعض أعضاء النبي صلى الله عليه وسلم من قدم ومرفق وأصابع والله اعلم بصحة ذلك ولكن لم يزل الناس منذ أعصار يتبركون بها من العلماء والصلحاء ويقتفي الأخير منهم الأول قال فلأجل ذلك لما دخلنا إلى مزار السلطان المذكور صب القيم على الأثرين شيئا من ماء الورد فغمسنا فيه أيدينا ومسحنا به على وجوهنا ورؤسنا وأبداننا رجاء البركة بحسن النية وجميل الاعتقاد لأن المنسوب إليه ذلك عظيم ورائحة النسبة مع حسن النية كاف في ظهور الأثر