سائر العلماء أجمعين ، وجعلنا لمناهجهم السديدة من خيار المتبعين.
وزرنا أيضا الإمامين الشهيرين ، الشامخين الهمامين الحاملين ، لراية مذهب مالك ، السالكين في ذلك أحسن المسالك ، راية المذهب ، عبد الرحمن بن القاسم وحاميه وناصره أشهب ، رضي الله عنهما وقبراهما متجاوران يستجاب الدعاء عندهما مجرب وذكر الإمام أبو القاسم القشيري رضي الله عنه في رسالته أن من وقف بين قبريهما وقرأ قل هو الله أحد مائة مرة ثم استقبل القبلة ودعا أجيب دعاؤه وبإزائهما قبور كثيرة لمشائخ الأئمة رضي الله تعالى عنهم وزرنا بائع نفسه في مرضاة الله المجاهد في سبيل الله عقبة بن نافع الصحابي رضي الله عنه وعليه بناء عظيم ، ومسجد كريم ، وزرنا أبا الفيض ذا النون المصري وشيخ المشتهرين بحب الله لسان المحبين أبا حفص عمر بن الفارض رضي الله وقبور السادة بني الوفا ، مناهل الصفا ، ومشائخ العارفين الإمام تاج الدين ابن عطاء الله صاحب الحكم والإمام شرف الدين البوصيري وإمام المحققين ابن أبي جمرة وتلوه في المعارف والعوارف ابن الحاج صاحب المدخل وغير من ذكر من المشائخ لو تتبعنا ذكر أسمائهم لطال الكلام ولا نستقصيهم وزرنا محل الشيخ أبي عبد الله المغاوري على حرف الحبل مشرف على القرافة كلها وبالجملة ففضل القرافة وما اشتملت عليه من المزارات أشهر من أن يذكر ، وأظهر من أن يشهر ، وقد ورد في الآثار أنها بقعة من الجنة ولذلك أمر الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه بجعلها مقبرة للمسلمين قائلا لا أعلم تربة الجنة إلا مقابر المسلمين رضي الله عنه ما أصدق فراسته ، وأجل إمامته ، وزرنا تربة المجاورين ، ومن اشتملت عليه من الأئمة المحققين ، والعلماء العاملين ، وسمي هذا المكان بتربة المجاورين لأنه قريب من الجامع الأزهر وبه يدفن غالب أهله والمجاورين له بل الأماكن القريبة من الجامع كلها تسمى حارة المجاورين إذ لا يسكنها في الغالب إلا العلماء والغرباء والفقراء وقل أن تجد بإزائه دار سنجق أو أحد أرباب الدولة لضيق