الشافعي رضي الله عنه وعليه بناء عظيم ومسجد وخانقات وقوم من الفقراء يسكنون هناك وقيم المشهد لا يفارقه ليلا ولا نهارا وهو من المشاهد الكريمة ، والمآثر العظيمة ، له أوقاف كثيرة ويتخذ عند قبره كل ليلة سبت مولد يجتمع فيه أناس كثيرون يضيق بهم المسجد وأفنيته ما بين فقراء وأمراء رجال ونساء يبيتون طول الليل بين ذكر بجماعة وصلاة وقراءة قرآن لا يفترون إلى طلوع الفجر وذلك دأبهم أبدا في كل ليلة سبت ولا يخلو ذلك المجمع من جماعة من الصالحين فقد ذكر سيدي عبد الوهاب الشعراني أن جماعة من الأولياء يحضرون كل يوم لزيارة الإمام الشافعي رضي الله عنه وهو حقيق بذلك وجدير فانه بالمحل الذي لا يدرك علما وعملا وحالا وفتوة وحسن أخلاق وزكاء أعراق ونصرة للدين وحماية له باذلا في ذلك نفسه وماله وجاهه فقد اتفق العلماء على انه ليس في أصحاب أمام الأئمة مالك رضي الله عنه أثبت ولا أعلم ولا أفقه من الإمام الشافعي كما اتفقوا على أنه ليس في مشائخ الإمام الشافعي أجمع للخصال المذكورة من الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه وعن جميعهم وما علم من تعظيم كل واحد منهما للآخر وثنائه عليه يدل على أنهما عالما الأمة وناصرا السنة وشيخا المشرقين والمغربين وقمرا سماء الكتاب والسنة المنيرين فالعلماء في كل قطر من بعدهما عيال عليهما فهما فرسا رهان ، وقطبا فلكي الإتقان ، وأن أنفرد الإمام مالك رضي الله عنه بفضيلة السبق ورتبة الأستاذية وسكنى المدينة ودار الهجرة والسنة إلى أن مات فللإمام الشافعي رضي الله عنه مزايا كثيرة ، ومآثر شهيرة ، استحق بها أن يشهر ويذكر ، ويحمد في دين الله ويشكر ، نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا محبتهما وتعظيمهما ومحبة سائر الأئمة المجتهدين ، والعلماء المهتدين ، خصوصا شريكيهما في تقرير المذاهب ، وحيازة التشريف باسم الأئمة بالغلبة وذلك من أعظم المواهب ، الإمام الأعظم أبا حنيفة وناصر السنة أحمد بن حنبل فكلهم على هدى من ربهم ، ومهتد حقا من اهتدى بهم ، فرضي الله عنهم وعن