الكعبة المشرفة وهو من خواص أصحاب شيخنا الشيخ علي الزعتري ذهب معنا يوما لداره باستدعائه وبالغ في الإكرام والمبرة والاحترام وحدثنا وباسطنا حسبما يجب وأخبر أن الكسوة تقام كل سنة باثنين وعشرين ألف كيس والكيس خمسمائة غرش والمحمل سبعة أكياس من أحباسها وربما يزيد القيم المذكور من عنده أربعة أكياس إلى ستة وكان كثيرا ما يبحث عن علم الكيمياء وسر الحروف ليستعين به على ما هو بصدده وحسبنا أننا نتعاطى من ذلك شيئا واستعظم كوننا غير معتنين بتلك الحرفة ولم يعلم أن طريقتنا كطريقة أشياخنا عدم استعمال الأسماء والأوفاق بل ولا الأذكار طلبا لفائدتها العاجلة بل ولا الآجلة في الغالب وإن كانت حاصلة ضمن ذلك والكفاية بالله أولى من التعلق بالآثار.
ولله در شيخ شيخنا القطب الكامل وارث المقام المحمدي أبي محمد سيدي عبد الله بن حسين الرقي إذ قال لما بلغه أن بعضا اتهمه بعلم الكيمياء خدما لا إله إلا الله حتى وجدنا له بركة ومن ظننا بخلاف ذلك فقد ظلمنا.
قلت ومن أحمق الناس من لم يرض بقسمة الله في حاله ومقامه وصار يتشوق لما لم يقدر له ولا تحمله قواه غافلا عن تدبير الله أياه قال ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء.
ولقد ذكر شيخنا أبو سالم في رحلته عن الشيخ علي الصوفي وكان ممن يبحث عن هذا الفن أنه حدثه أن بعض من ينتحل علم الأسماء أخبره انه كان يستعمل دعوة آية الكرسي ويشتغل بها على طريق أهل ذلك ولا يبيت عندك منها درهم واحد فقال له لا أقدر على هذا فانه لا يكاد يخفي وأخاف على نفسي أن ظهر ذلك علي من أرباب الدولة فلو كنت تأتيني كل يوم بشريفي واحد أو اثنين أو عشرة ففيها الكفاية فقال له لا بد من الألف على الشرط المذكور وإلا فلا ولم يزل راجعه في الاقتصار