بصدق أتباعه له صافية بصفاء إيمانه بالله ورسوله من شبه الباطل أدرك الأمر إدراكا آخر لا يحتمل شكا ولا وهما نسأل الله أن بنور بنور العلم الإلهي بصائرنا ، ويحجب عن ظلمات الجهل سرائرنا (١) ، ويغفر لنا ما اجترأنا عليه من الخوض فيما لسنا له بأهل بل نحن عن أهله بمعزل ، ولم نطف قط بساحته فضلا عن المنزل ، ونسأله أن لا يؤاخذنا بما تقتضيه العبارة من تقصير في حق ذلك الجناب ، ناشئ عن القصور في مقام العرفان ونزول منازل الأحباب.
ولقد أجاد كل الإجادة صاحب منارات السائرين إلى الله لما قرر معنى كون النور المحمدي أصل الموجودات ولأجله خلقت مع مجيئه آخرا وضرب لذلك مثلا قريبا إلى الإفهام ببزر الشجرة مع الشجرة والثمرة فجعل النور المحمدي الذي هو الأصل كالبزر والعالم كله شجرة واللطيفة المودعة في ذلك البزر (٢) سارية في جميع أجزاء الشجرة من أوراق وأغصان وأزهار فيه قامت ولولاه ما وجدت ثم الحقيقة (٣) المحمدية الموجودة بصورتها آخرا بمنزلة الثمرة هي عين اللطيفة البزرية السارية في عوالم الشجرة إلى أن ظهرت آخرا على أكمل وجه مع عوارضها المشخصة فهي ثمرة الوجود بأسرها ولولاها ما غرست الشجرة ولأجلها كان غراسها وهي أصلها وبزرها وهو مثال حسن قريب من الفهم وقد جعل صاحب الكتاب المذكور هذا المثال أصلا بنى عليه فصول كتابه كلها وهو حسن جدا مفيد في بابه إلا أن فهمه يعسر على غير أهله اه ـ.
ومن أكرمنا بهذه الديار واستدعانا لمنزله الشيخ عبد الرءوف نقيب كسوة
__________________
(١) في نسخة أسرارنا.
(٢) في الرحلة العياشية النور.
(٣) وفيها أيضا الحقيقية.