على الكفاية حتى أبى عليه فأيس منه وترك قراءة الدعوة.
قال وهذا من أعظم دليل على حمق الراغب في الدنيا فإن الله قد تكفل له بالكفاية على وجه يرضاه لي على قدر حاله ويعلم فيه صلاحه أن رضي ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء فلو أعطى ما فوق اللائق بحاله لم يستطع ألا ترى أن هذا لما ردّ إلى حال لا تليق إلا بالملوك ومن يحاكيهم أي ومن يماثلهم لم يقدر على ذلك لأنه فوق طوره ولا استغنى بالحال التي أقامه الله فيها فانه اعلم بشئونه لاستراح ولكنه أراد أن يدبر لنفسه حالا ظن أنه أولى به منن خلاف مراد الله به فنبهه الله بما أراه على أن ما كان يظنه من أن كثرة المال هو اللائق بحاله ويحسن في الرأي وغلط في التدبير لعجزه عن القيام به وهذا رجل ملطوف به ولو لا لطف الله به لقبل ذلك فيكون فيه حتفه قريبا ولكنه نظر ما آتاه الله من نور العقل والحكمة فعلم أن ذلك لا يتم له لأنه على خلاف مقتضى الحكمة الإلهية اه ـ.
تنبيه الكسوة المذكورة إذا كان النصف من شوال أو قبله أو بعه يخرج المحمل الخروج الأول فيوتى بها من دار الصنعة فتضرب سجافة على باب القلعة فتخرج السناجق كلهم والولاة والأمراء والحكام والقاضي كل واحد مع أتباعه ولكل واحد مجلس معلوم في السجافة المضروبة ومجلس الباشا في الوسط وعن يمينه مجلس القاضي وكلما أتى واحد من الأمراء وأرباب الدولة جلس في مجلسه المعهود له وقربهم من الباشا بحسب قربهم من مناصبهم فإذا تكاملوا كلهم وأخذوا مجالسهم وصفّت الخيل عن يمينهم صف كل طائفة مع جنسها إلى أن تحيط بالميدان الذي هو أمام مجلس الباشا وهو ميدان كبير يسع من الخيل الألف وآخر من يخرج الباشا فتخرج أمامه طائفة من عسكره بعضه أثر بعض على ترتيب معلوم وقانون مضبوط