بصورة الانقسام
وقد يشرق نور المفاض عليه أيضا بحسب قوته على قابل آخر فتنور بنوره فيحصل انقسام
آخر بحسب المظاهر وكلها راجعة إلى النور الأول الحادث أما بواسطة أو بدونها وهذا
غاية ما يمكن أن تصل إليه العبارة في هذا التقرير.
قال ومثلي في قصور
باعه وعدم تضلعه من العلوم الإلهية إن زاد في التقرير خشي علي إيمانه ولو لا تأييد
الحق جل وعلا ما كنا لنهتدي على أقل من هذا والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا
لنهتدي لو لا أن هدانا الله.
واقرب مثال يضرب
لذلك إذ بالمثال تتضح الأشياء بعض الوضوح نور المصباح الذي ليس في البيت الكبير
إلا هو فتصبح منه مصابيح كثيرة [ويصبح بعضها من بعض فليس هناك في الحقيقة إلا نور
المصباح الأول وقد انقسم إلى مصابيح كثيرة] وهو في نفسه باق على ما هو عليه لم ينقص منه شيء.
واقرب من هذا
المثال إلى التحقيق وأبعد عن الإفهام نور الشمس المشرق في الأهلة والكواكب على
القول بأن الكل مستنير بنوره وليس لها نور من ذاتها فقد يقال بحسب النظر الأول نور
الشمس منقسم في هذه الأجرام العلوية وفي الحقيقة ليس هناك إلا نورها وهو قائم بها
لم ينقص منه شيء ولم يزايلها منه شيء ولكنه أشرق في أجرام أخر قابلة للاستنارة
فاستنارت.
واقرب من هذا
للفهم ما يحصل في الأجرام السفلية من إشراق أشعة نور الشمس على الماء أو قوارير
الزجاج فيستنير ما يقابلها من الجدران بحيث يلمح فيه نور كنور الشمس مشرق بإشراقه
ولم ينفصل شيء من نور الشمس على محله إلى ذلك المحل ومن كشف الله حجاب الغفلة عن
قلبه وأشرقت الأنوار المحمدية على قبله
__________________