منها أيضا فقد انقسمت وان كان غيرها فما معنى الانقسام وحاصل جوابه أن معنى الانقسام زيادة نور على ذل النور المحمدي فيؤخذ ذلك الزائد ثم عليه نور آخر ثم كذلك إلى آخر الأقسام.
قال وهذا جواب مقنع بحسب الظاهر والتحقيق والله اعلم وراء ذلك.
وذلك إنما يدركه على الحقيقة من عرف معنى تعالى الله نور السموات والأرض ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لما قيل له هل رأيت ربك فقال نور أنّى أراه كما في بعض الروايات بفتح الهمزة في أنى ونونه كلمة استفهام أو نوراني بياء النسب آخره كما في بعضها وتحقيق ذلك على ما ينبغي ليس مما يدرك ببضاعة القول ولا مما تتسلط عليه الأوهام والإفهام وإنما يدرك بكشف إلهي وإشراق حصة من أشعة ذلك النور في قلب العبد فيدرك نور الله بنوره فيكون الحق في الحقيقة هو المدرك لنوره بنوره ونسبة الإدراك حينئذ إلى العبد مجاز وأقرب تقرير يعطي القرب من فهم معنى الحديث أن يقال لما كان النور المحمدي هو أول الأنوار الحادثة التي تجلى بها النور القديم الأزلي وهو أول التعينات للوجود المطلق الحقاني وهو مدد لكل نور كائن أو يكون فكما أشرق النور الأول في حقيقته فتنورت بحيث صار هو نورا كما دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام في دعاء الأنوار واجعلني نورا أشرق نوره المحمدي على حقائق الموجودات شيئا فشيئا فهي تستمد منه على قدر تنورها بحسب كثرة الوسائط وقلتها وعدمها وكلما أشرق نوره وفاض على نوع من الحقائق ظهر النور في مظهر الانقسام فقد كان النور الحادث أولا شيئا واحدا ثم أشرق في حقيقة أخرى فاستنارت بنوره تنورا كاملا بحسب ما تقتضيه حقيقتها فحصل في الوجود الحادث نوران مفيض ومفاض وفي نفس الأمر ليس هناك إلا نور واحد أشرق في قابل الاستنارة فتنور فتعددت المظاهر والظاهر واحد ثم كذلك كلما أشرق في محل ظهر