خمس عشرة درجة دائما والزمانية هي نصف سدس قوس النهار فيقسم النهار على اثني عشر جزءا يخرج مقدار الساعة الزمانية.
وأخبرني أنه ولد عام خمسة وثلاثين وألف (١٠٣٥) رضي الله عنه ولقد سألته يوما عن علم النصبة هل لك معرفة به فقال نعم ولكن لم استعمله إلا مرة واحدة ولد لي ولد في أول شبابي ونظرت فيه فخرج لي أنه يموت بعد ثلاث سنين فأخبرت شيخي القيلوبي بذلك فزجرني ولما مضى ذلك القدر توفي.
قلت والإمام القيلوبي هذا هو أبو العباس أحمد بن أحمد بن سلامة المصري القيلوبي الشافعي الإمام العالم العامل الفقيه المحدث أحد رؤساء العلماء المجمع على نباهته وجلالته وعلو شأنه جامعا للعلوم الشرعية متضلعا من العلوم العقلية وأما معرفته بالحساب والمقيات والرمل فأشهر من أن تذكر وإمامته في الأوفاق الحرفية وغير ذلك من الفنون فذلك أمر مشهور وكان في الطب ماهرا خبيرا ومحبا للفقراء ولا يتردد إلى الكبراء ولا يقبل من أحد صدقة بل يرى متصدقا وكان متقشفا ملازم الطاعات مهابا لا يتكلم أحد بين يديه إلا مطرقا وله تآليفه عديدة وتقاييد مفيدة توفي أواخر شوال سنة تسع وستين وألف (١٠٦٩).
وأما الشيخ موسى المصري القيلوبي فهو من أيمة المالكية المشهورين بحسن السيرة وطيب السريرة شهير صيته بين علماء الأزهر وأرباب الدولة وهو من أجل تلامذة الأجهوري أبي السن المتصدرين للأقراء والفتيا في حياته وله خبرة تامة بفروع المذهب ومشاركة حسنة في غيرها من العلوم وانفرد بالاختصاص بالكشف عن علم الأوفاق وأسرار الأسماء والحروف بحيث لا يشارك في ذلك وله أخذ وسلوك في طريق القوم على منهج صاحب كتاب الجواهر وقد تلقى وأخذ طريق الأسماء الخلوتية عن الشيخ محمد بن علي الشبراملسي عن الشيخ محمد الخافي عن