وخلتهم سهاما نافذات |
|
فكانوها ولكن في فؤادي |
وقالوا قد صفت منا قلوب |
|
لقد صدقوا ولكن من وداد |
وقالوا قد سعينا كل مسعى |
|
فقلت نعم ولكن في فساد |
وأنشدنا أيضا رضي الله عنه
أرزاقنا شتى ونحن طيورها |
|
نلقطها من جانب بعد جانب (١) |
ثم قال لما خلق الله الأرزاق سلط عليها الريح ففرقتها في الدنيا فكل واحد يجعله الله حيث رزقه.
قلت مراده والله أعلم أن أرزاق العباد فرقتها القدرة الإلهية في البلاد وأظهر ذلك بالمثال بتفريق الرياح ومنه قوله :
وأرزاق لنا متفرقات |
|
فمن لم تأته منا أتاها |
مشيناها خطى كتبت علينا |
|
ومن كتبت عليه خطى مشاها |
ومن كتبت منيته بأرض |
|
فليس يموت بأرض سواها |
وعنه أيضا حكمة إلهية بنت الحكماء عليها قاعدة تقررت لديهم واطردت وذلك أن الشمس كلما كانت مسامتة للرءوس اشتدت حرارتها على وجه الأرض وكلما مالت إلى الجنوب خمد حرها ومن ثم تجد المياه غالبا تبرد في الصيف لبعد الشمس عن باطن الأرض وتسخن في الشتاء لقربها من باطنها ويعتدل حرها فيما بين انتهاء مسامتتها وميلها وذلك في الربيع والخريف ذلك تقدير العزيز العليم.
وذكر أيضا أن غاية نصف قوس النهار في بلدنا مائة وسبع وأن الساعة المستوية
__________________
(١) كذا في جميع النسخ.