النفس يموت طربا من السماع فإذا تم شهر استفرغ الريح وزعقت زعقة عظيمة واشتعلت نارا وتبقى رمادا في مواضعها إلى قابل فإذا نزل ماء النيسان خلقت منه فأحييت به وفي أيام نزوله تكثر الضفادع في البر فإذا ماتت بقيت فرائسها إلى قابل فتحيى حين نزوله بتقدير العزيز العليم.
وحكي أن فرعون لعنه الله كان يفتن الناس بها فيعد تراب فرائسها فيحفظه عنده ويعد مطر النيسان في قوارير ويقيم عليها وكيلا وإذا أراد فتنة أحد أمر قيم التراب فيأتيه بقبضة منه ويأمر الآخر فيأتيه بشيء من مائه فيجعله في يده ويضمها عليه مدة حتى يحس بتكوينه ضفدعا فيفتح يده فإذا بها ضفدع تثب فيدعي أنه خلفها عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وأنشدنا أيضا رحمه الله أبياتا مطلعها.
لعمرك أن أخذت إخاء قوم |
|
فلا تعجل بتوكيد الوداد |
فإن الغدر في النسمات طبع |
|
تعوده الورى من قبل عاد |
وصاحب من صحبت بحرص عزم |
|
ولا تودعه أسرار الفؤاد |
فبعض الناس ظاهره بياض |
|
وباطنه أخال من السواد |
ولا تحقر عدوك لو تراه |
|
أقل إذا نظرت من القراد |
وكن حذرا ولا تركن لخل |
|
وعد (١) الناس كلهم أعادي |
وكن كالغيث في أرض بخصب |
|
وفي أرض عذاب للعباد |
وكن كالغصن ينبت فوق صخر |
|
وكن كالماء يجري من جماد |
وكن كالسيف حد المتن عضبا |
|
وفي الاغماد يرفع بالنجاد |
فكم صاحبت قبلك من أناس |
|
فخانوني وخاب بهم مرادي |
وخلان حسبتهم دروعا |
|
فكانوها ولكن للأعادي |
__________________
(١) في نسخة وظن.