الحيوانات العاقلة
والبهائم لا يقطع إلا فيها بالكراء وأما صفة الماء في برقة فماء الزعفران أطيب
وأحلى وكذا ماء النعيم وكذا ماء الأحمر وكذا ماء المنعم وأما ماء اجدابية فبين بين
غير أنه إلى الحلاوة أقرب وكذا ماء سلوك وماء التميمي فيميل إلى الملوحة وأما ماء
الطرفاوي فطيب وكذا ماء جرجوب دونه ودون ماء مقرب وماء المدار طيب ليس جدا وماء
الجميمة دونه وأقبح المياه ماء الشمامة إلا البئر الذي أشرت إليه قبل فأحسن
بالنسبة إليها.
ثم ظعنا من
الشمامة إلى وادي الرهبان وهو واد عظيم طويل وفيه قصور للعباد من النصارى ينعزلون
هناك لعبادة الأصنام يخرجون من مصر إليه وإن مصر فيها طوائف من النصارى يعطون الجزية
للسلطان.
وبالجملة فبرقة
متسعة ومعه اتساعها فيها من العافية ما لا يظنه الإنسان لأن وفد الحجاج يذهب
متفرقا ومنقطعا بعضه عن بعض غير انه لا يصيبه شيء بخلاف عرب الحجاز فمن تأخر من
الحجاج أخذ وسلب أو مات ولو لا ما أنعم الله على الحجاج من أجلاء أهل برقة لأنسد الطريق وأنقطع رأسا.
ولذا قال شيخنا
سيدي أحمد بن ناصر ما نصه ولو لا فضل الله على الحجاج ورحمته بهم بالانتقام ممن
رامهم لتعطلت طريق الحج منذ أزمان خصوصا حجاج المغاربة لضعفهم وقلتهم وبعد الشقة
عليهم فكم من قصر ومصر إقليم يقطعونه بلا عسكر ولا عدد ولا عدد ولكن
وقاية الله أغنت
عن مضاعفة
|
|
من الدروع وعن
عال من الاطم
|
__________________