ولقد علمت أن ركبنا لم يخب من هؤلاء الأفاضل إذ سرهم باق ليس بزائل فلم نعدم السباق (١) ولا تخلفنا عن تلك الرفاق ، هذا وإن الواجد يزيد المحو له من (٢) الخطاب الاشتياق ، إن مع العسر يسر برؤية الحبيب من الخلاق ، صلى الله عليه وسلم الراكب البراق ، فقد رحم الله جميعنا بحسن الاتفاق.
انعطاف إلى ما كنا بصدده فلما ظعنا من قرب الجميمة نزلنا معطن الشمامة أي غربيها وهو أقبح المعاطن ماء إلا بئر واحدة على شاطئ البحر من جهة المشرق وهي أطرافها من تلك الجهة وأما باقيها فغير طيب وهو ماء جرف (٣) أي مر غير أن الناس اضطروا (٤) إليه لعدم ماء السماء هناك وكذا ماء طيب في غير ذلك المحل.
تتمة عدد الأيام من سيدي أحمد زروق على الاحتياط إلى مصر بحسب مشينا الجزائري لا الفاسي فانه أسرع في المشي لتأخره فمن سيدي أحمد زروق إلى الزعفران خمسة أيام ومنه إلى النعيم يومان ومنه إلى المنعم خمسة أيام أو صبحة السادس ومنه إلى اجدابية ثلاثة أيام غير أن الثالث وصلناه عند الظهر ومنه إلى سلوك يومان مع عشية الثالث ومنه إلى التميمي سبعة أيام ومنه إلى مقرب خمسة أيام مع صبيحة السادس ومنه إلى المدار أربعة أيام أو خمسة ومنه إلى الشمامة أربعة أيام ومنها إلى وادي الرهبان ثلاثة أيام ومنه إلى أرياف مصر أعني كرداسة أو المنصورة إذ نزلنا كفر حمام (٥) يومان ومنه إلى المنشية على شاطئ وادي النيل ثم إلى بولاق وهذا ليس بمشي والناس إنما يقطعون إلى مصر في الزوارق أي المراكب فكل من يأتي من جهة المغرب من
__________________
(١) في نسخة السائق أو السابق.
(٢) في نسخة الوجود يزيد المجرب.
(٣) كذا في ثلاث نسخ وفي نسخة صرف.
(٤) في نسخة اظهروا.
(٥) في ثلاث نسخ كاف احمام.