بالاستغفار والتوبة على الفور وربما كان ذنبه دواء له ليرجع إليه ، وينكسر قلبه من أجله ، ويرتقى بسببه إلى حضرة ربه ، فيثمر الذنب بما يثمر خالص الطاعة المقبولة رب معصية أورثتك ذلا واحتقارا ، خير من طاعة أورثتك عزا واستكبارا ، نعم غاية اقترافه الذنب ليعرف قدره ، ولا يتعدى حده وطوره ، فيكون عبدا محبوبا فيا بشراه فينتقل أذن من الموجودات الوهمية إلى الموجود على الإطلاق إذ لا وجود لما سواه غير أن الشريعة لا بد منها لصاحب الصحو الذي ملك الحال أو بقيت منه بقية يتعلق بها حال التكليف وإلا فمن ملكه الحال أو لم يبق فيه إلا والتعريف (١) فقد صاح (٢) في أرض المحو ونادى يا حي يا قيوم برحمتك استغيث لأنه دعاء المضطر فالعارف لا يزول اضطراره ، ولا يكون مع غير الله قراره ، فكيف يخاف ما أشركوا به وعند ذلك يقول الذين آمنوا بولاية الله لبعض أهل وده وخواص قربه ولم يلبسوا إيمانهم بظلم وهو النظر إلى سواه والاستحسان ما منه إلى الله من الأعمال التي بها حلاه ولكن أكثرهم يجهلون هذه المعارف نعم وجود مثل هذه في وفد الله أمام لهم إذ هو كعبة الزوار ، يقصده الظمآن لمحو الآثار ، ورحمة وجوده لديهم فهم مقبولون لوجهه ومحترمون لأجله فيا لها من سعادة لمن كان معه وقد حصل نتائج الحج قبل وصوله ، واجتنى ثمرته قبل حصوله ، فكان حجه كالنقل فلا يزال يقترب به حتى يكون له نفسه لأن المناسك في إخلاص المسالك ، والسلامة من المعاطب والمهالك ، فيرحم به الضعفاء ممن (٣) هنالك ، ويقبل من بعد بالمعاصي والذنوب والموبقات لوجهه بذلك فيسعى لهم لا له فيكون عبدا خلقه الله لمصالح الخلق وهو عين من عيون الحق يستسقي (٤) به فهؤلاء كل أحد منهم قد نجا وتخلص بجاهه.
__________________
(١) في نسخة التصريف.
(٢) في ثلاث نسخ صحصح.
(٣) في ثلاث نسخ من ما.
(٤) في نسخة يستقضي.