العبارات هي من قبيل ما سنورده فيما يلي ، وقد نمقها الديبع ، وذيل بها الفقرة التي تصور النبي الجديد رجلا يحط عن الناس فرضي الصلاة والصوم فقال : لعنه الله في كل بلدة وأخذه الله في كل مذهب.
حاشية [١٣٨] : بدأ ابن فضل فتحه بصنعاء في سنة ٢٩٣ كما في الخزرجي وهذه الرواية قد سبقه فيها الطبري وابن الأثير ، وتوضح رواية الخزرجي أن أسعد بن يعفر دان بالطاعة عند ما سقطت ذمار في أيدي القرامطة ، ولكنه هرب عند دخول ابن فضل مدينة صنعاء. وقد استجار أهل صنعاء طالبين معاونة إمام صعدة الزيدي وهو الهادي يحيى ، فأرسل لمقاومة أعدائهم جيشا تحت إمرة ولده أبي القاسم محمد المرتضى ، فاستولوا على ذمار وأرغموا القرامطة على الجلاء عن صنعاء ، ولكن القرامطة استعادوا ذمار من يد المرتضى سنة ٢٩٤ ، وطاردوه حتى التجأ إلى صنعاء حيث لحق بأبيه.
وفي ذلك الوقت هاجم أسعد بن يعفر الإمام الهادي ، ورفض الصنعانيون أن يعينوا الإمام على سادتهم القدماء ، فأضطر الإمام إلى الجلاء عن صنعاء والعودة إلى صعدة. فاستعاد القرامطة سلطانهم على صنعاء لفترة قصيرة ، إلى أن طردوا مرة ثانية بمساعدة الهادي ، ولكن الهادي اضطر إلى الهرب للمرة الأخرى حين علم بقدوم جيش قوي للعدو. وتوفي الهادي سنة ٢٩٨ ه. ونجح بنو يعفر مرة أخرى في الاستيلاء على صنعاء من أيدي القرامطة ، ولكن ما لبث اليعفريون أن طردوا منها مرة أخرى ، ودخل ابن فضل صنعاء في رمضان سنة ٢٩٩ ه. وظلت خاضعة لسلطانه إلى نهاية عهده (١).
__________________
وإننا لا نتصور أن المجتمع اليمني يقبل رياسة ابن الفضل لمدة عشرين سنة بل أكثر ، لو كان ارتكب في أواخر عهده ، ما نسب إليه من الفواحش طوال هذه المدة ، وقد يجوز أنه بالغ في يمنيته ، وتطرف في قحطانيته حتى تعدى حدود الإسلام ، كما فعل أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني بعده بقليل (صاحب كتاب الصفة وكتاب الإكليل). (الصليحيون : ٤٢ ـ ٤٣).
(١) الصليحيون : ٣٧ ؛ التعليق على الحاشية : ١٣٥.